من الأخطاء التي يقع فيها طالب العلم
أن يتوقف عن الاستزادة من العلم الجديد بحجة المراجعة للعلم القديم الذي سبق له تحصيله ففي حفظ القرآن رأيت كثيرا من الطلاب يمر على أحدهم عشرون سنة وهو يراوح مكانه في حفظ أربعة أو خمسة أجزاء يقول أتوقف حتى أراجعها ثم لا ينتهي من مراجعة آخرها حتى يكون نسي أولها وهكذا دواليك بل احفظ كل يوم ولو آية جديدة لم تكن تحفظها ، هل تعلم أنك إذا حفظت آية واحدة في اليوم فسوف تتم حفظ القرآن في حدود 16 سنة ولو جعلتهما آيتين في اليوم فستكمله في نحو 8 سنوات ، فهل حفظ آية في اليوم هو الذي سيعوقك عن المراجعة ؟ وإذا أنهيت حفظه برواية فاشرع في حفظه بروايات أخرى إلى جانب المراجعة ، لا تجعل وقت المراجعة مستقطعا من وقت التحصيل ولكن استقطع وقتا للمراجعة من وقت النوم أو الأكل أو أوقات الترفيه والاجتماعات مع من يضيعون أوقاتك بغير فائدة
نعم المراجعة لأول مرة ستكون صعبة كأنها حفظ جديد ولكن استعن بالله فثاني ختمة مراجعة ستكون أسهل من الأولى والثالثة أسهل منهما وهكذا ثم تسهل عليك المراجعة مع المداومة عليها
وكذا في دراسة الفقه رأيت طلابا يمكث أحدهم عشرات السنين يبدأ الدراسة من كتاب الطهارة حتى ينهي كتب العبادات ثم يقول أتوقف حتى أراجع ثم لايتخطى مكانه وهذا من مداخل الشيطان ليصد الطالب عن مواصلة الطلب
فنصيحتي لطلاب العلم هي ألا تتوقف عن الازدياد من العلم وتحصيل جديد لم تحصله بحجة المراجعة لما سبق ، نعم المراجعة مطلوبة لكن ليس على حساب مواصلة التحصيل ، أعط كل ذي حق حقه ، وطالب العلم المفلح هو الذي يستطيع التوفيق بين المراجعة والتحصيل
ورأيت أن أفضل طريقة للمراجعة هي أن تجمع بين التعلم والتعليم قال صلى الله عليه وسلم : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه ” وهكذا في كل العلوم ابحث عمن هو أقل منك علما وتطوع بإقامة حلقة لتعليمهم في مسجد أو بيت فستراجع من خلال تعليمهم علمك القديم وفي نفس الوقت يكون لك برنامجك الخاص لتعلم شيء جديد حتى لا تتوقف
قال تعالى : ” وقل رب زدني علما ” ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال : ” لا طلعت علي شمس يوم لم أزدد فيه علما ”
وبالله التوفيق |