ثمرات التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، فإن المؤمن في الدنيا حاله كحال المسافر الذي يدأب في سفره ليصل إلى موطنه وهو الجنة لينعم فيها برضوان الله ورؤيته وبصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبقية المؤمنين هم رفقاؤك في رحلة السفر هذه ، وكما أن الرفقة في أسفار الدنيا يتعاونون فيما بينهم من أجل إتمام سفرهم والوصول إلى مقصدهم فكذلك ينبغي التعاون بين المؤمنين على سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد نبه الإمام ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في رسالته التبوكية فقال : ” من أعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة إلى الله والرسول باليد واللسان والقلب والمساعدة والنصيحة تعليما وإرشاداً ومودة ومن كان هكذا مع عباد الله فكل خير إليه أسرع ، وأقبل الله إليه بقلوب عباده وفتح على قلبه أبواب العلم ويسره لليسرى ومن كان بالضد فبالضد ” اهـ فبين هنا أن من أعظم التعاون على البر والتقوى أن يتعاون المؤمنون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فعليهم أن يتعاونوا فيما بينهم باليد واللسان والقلب والمساعدة والنصيحة بالتعليم والإرشاد والمودة للمؤمنين . ثم ذكر ثمرات ذلك التعاون وهي : 1) من كان يحب الخير لإخوانه المسلمين ويسعى في مساعدتهم في الخير فإنه يناله نصيب من ثواب فعلهم لذلك الخير ، لأن الدال على الخير كفاعله ومن دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه ، فيزداد أجرا 2) و يعينه الله على فعل الخير، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، فكلما ساعد إخوانه وأعانهم على طريق الخير كلما أسرع الخير إليه وازداد خيرًا 3) ويقبل الله إليه بقلوب عباده ، كما قال تعالى : ” سيجعل لهم الرحمن ودًا ” فالله سبحانه وتعالى يجعل قلوب العباد تقبل إليه وتضمر له المودة والمحبة في الله تعالى لأنه يساعدهم في الخير ويأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة. 4) ويفتح الله على قلبه أبواب العلم 5) وييسره الله لليسرى وهي الجنة فهذه ثمرات محبة الخير للمسلمين ومساعدتهم على تحصيله وفي المقابل فمن كان يصد الناس عن طريق الخير ويمنع عنهم أسباب الخير فإنه على العكس من ذلك ، يلحقه نصيب من أوزارهم ويلقي الله تعالى في قلوبهم البغضاء تجاهه في الدنيا ، ويتبرؤون منه ويلعنونه في الآخرة ويتمنون له مضاعفة العذاب ، وييسره الله للعسرى وهي النار ، أعاذنا الله وإياكم منها . |