صفحة جديدة 10
باب ما جاء فيمن لم يقنع
بالحلف بالله
عن ابن عمر
رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال:
«لا
تحلفوا بآبائكم، مَن حلف بالله فليصدق، ومَنْ حُلِف له بالله فليرض، ومِن لم يرض
فليس من الله»، رواه ابن ماجه بسند حسن.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء.
الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى.
الثالثة: وعيد من لم يرض.
باب قول: ما شاء الله وشئت
عن قتيلة، أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما
شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن
يحلفوا أن يقولوا: (ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء ثم شئت) رواه النسائي وصححه.
وله أيضاً عن ابن عباس
رضي الله عنهما: أن رجلاً قال للنبي
صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال:
«أ جعلتني لله
نداً؟ ما شاء الله وحده».
ولابن ماجه عن الطفيـل أخـي عائشة لأمهـا قال: رأيت كأني أتيت على
نفر من اليهود، فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله. قالوا:
وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد.
ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون:
المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء
محمد.
فلما أصبحت أخبرت بها مَن أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبرته. قال:
«هل
أخبرت بها أحداً؟» قلت: نعم. قال: فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال
صلى الله عليه وسلم:
«أما بعد؛ فإن
طفيلاً رأى رؤيا، أخبر بها مَن أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن
أنهاكم عنها. فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده».
فيه مسائل:
الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
الثانية: فهْم الإنسان إذا كان له هوى.
الثالثة: قوله
صلى الله عليه وسلم: (أجعلتني لله نداً؟) فكيف بمَن قال: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ
به سواك.... والبيتين بعده.
الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر، لقوله
صلى الله عليه وسلم: (يمنعني كذا وكذا).
الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
السادسة: أنها قد تكون سبباً لشرع بعض الأحكام.
باب من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعـالى:
﴿وَقَالُوا
مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا
الدَّهْرُ.﴾[الجاثية:24]
في الصحيح عن أبي هريرة
رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال:
«قال
الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار»
وفي رواية: «لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر».
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله.
الثالثة: التأمل في قوله: (فإن الله هو الدهر).
الرابعة: أنه قد يكون ساباً ولو لم يقصده بقلبه.
باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه
في الصحيح عن أبي هريرة رضي
الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إن
أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله».
قال سفيان: مثل (شاهان شاه).
وفي رواية:
«أغيَظ
رجل على الله يوم القيامة وأخبثه». قوله
(أخنع): يعني أوضع.
يه مسائل:
الأولى: النهي عن التسمي بملك الأملاك.
الثانية: أن ما في معناه مثله، كما قال سفيان.
الثالثة: التفطن للتغليظ في هذا ونحوه، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه.
الرابعة: التفطن وأن هذا لأجل الله سبحانه.