صفحة جديدة 9
﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ
يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾[النحل:83]
قال مجاهد ما معناه: هو قول
الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله: يقولون:
لولا فلان لم يكن كذا.
وقال ابن قتيبة: يقولون: هذا
بشفاعة آلهتنا.
وقال أبو العباس – بعد حديث زيد
بن خالد
رضي الله عنه
الذي فيه:
«أن الله تعالى
قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر..» الحديث،
وقد تقدم ـ وهذا كثير في الكتاب والسُّنة- يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره،
ويشرك به.
قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت
الريح طيبة، والملاح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها.
الثانية: معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثير.
الثالثة: تسمية هذا الكلام إنكاراً للنعمة.
الرابعة: اجتماع الضدين في القلب.
﴿فَلا تَجْعَلُوا
لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:22]
قال ابن عباس
رضي الله عنهما في الآية:
«الأنداد: هو الشرك
أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله، وحياتك يا
فلانة وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى
اللصوص، وقول الرجل: لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان؛
لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك». رواه ابن
أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«مَن
حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك». رواه الترمذي
وحسنه، وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود
رضي الله عنه: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ مَن أن أحلف بغيره صادقاً.
وعن حذيفة رضي الله عنه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«لا
تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان»
رواه أبو داود بسند صحيح.
وجاء عن إبراهيم النخعي رحمه
الله تعالى، أنه يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال:
ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد.
الثانية: أن الصحابة
رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر
بأنها تعم الأصغر.
الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك.
الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقاً، فهو أكبر من اليمين الغموس.
الخامسة: الفرق بين (الواو) و(ثم) في اللفظ.