مما استفدناه من مشايخنا أنك إذا أردت معرفة مذهب عالم ما في مسألة ما
فعليك بقراءة ما كتبه في المبحث الذي خصصه لبحث هذه المسألة بعينها وتحريرها
واترك ما قاله بشأنها على سبيل الاستطراد أثناء بحثه في مسألة أخرى
إلا إذا فتشت كتبه تفتيشا ولم تجده خصص بحثا لمسألة ما فتكون معذورا حينئذ إذا استخرجت قوله من هذه الاستطرادات
واترك ما قاله بشأنها أثناء مناظرة خصم فإن المناظرة يقع فيها من التنزل مع الخصم والتسليمات الجدلية ما يجعل قول العالم غير محرر في غير الموضوع الأصلي الذي يناظر للاحتجاج له .
والاقتصار على نقل كلام العالم في كل مسألة من المبحث الذي خصصه لبحث هذه المسألة بعينها هو من إتيان البيوت من أبوابها ، ومعارضة كلامه في المبحث المخصص بكلامه في الاستطرادات الأخرى هو من ترك المحكم والأخذ بالمتشابه ، وليس هذا من هدي الراسخين في العلم .
|