انتشرت مقالات في بعض المنتديات الإسلامية مترجمة عن كتابات غربية تذم من يقول نعم ويفعل ما يطلب منه استحياء من الكبير أو الزوج أو الوالد أو المعلم
وتحث هذه المقالات على التدرب على قول لا وألا يفعل الإنسان شيئا بغير اقتناع ولابد من الحذر مما في هذه المقالات من سموم مدسوسة
فللأسف من الظواهر السيئة فيما يتعلق بتعريب الدراسات الغربية النفسية والاجتماعية ونحوها أن نأخذ كتابات الغربيين بعجرها وبجرها ثم نلبسها ثوب الإسلام بأن نبحث لها عن فتوى إسلامية تعضد جزئية منها ومثالا من التاريخ الإسلامي يعضد جزئية ثانية ، ثم يتم عرضها على أنها متوافقة مع ديننا ، رغم فساد مضمونها.
فمن ذلك أن الأمثلة التي يشجع فيها الكاتب على قول لا أكثرها تتعلق بأفعال خير وبر فعلها الإنسان بدافع الحياء من قول لا ،
وفي هذه الحالة الموقف الشرعي هو أن نحث فاعل الخير على إصلاح نيته ، لا على ترك الخير ، والحياء لا يأتي إلا بخير.
كذلك ليس كل ما يصلح للغربيين يصلح لنا معشر المسلمين.
فهذه المقالات فحواها تحريض الزوجة أن تقول لا لزوجها ، والرعية أن تقول لا لأميرها ، وتحريض الولد أن يقول لا لأبيه وأمه ، وتحريض الطالب أن يقول لا لمعلمه ، وتحريض الصغير أن يقول لا للكبير ، وتحريض المسؤول أن ينهر السائل بقول لا.
ومن عاش في الغرب أدرك أن هذه هي ثقافتهم منزوعة الحياء ، التي تسمي الوقاحة في التعامل حرية ومساواة، بينما ديننا يأمرنا بطاعة المرأة لزوجها والرعية لأميرها وبر الولد لوالديه وتوقير الطالب لمعلمه والصغير للكبير ، ونحو ذلك ، فلأن يفعل الإنسان كارها شيئا من المباح طاعة لمن أمرنا الله بطاعته وتوقيرا لمن أمرنا بتوقيره خير من أن يقول لا ، حتى لو لم يثب على ذات العمل فله ثواب الحياء وثواب البر والتوقير ، لكن يمكن أن ينتفع ببعض ما في هذه المقالات لو أعيدت صياغتها لتكون كيف يثبت الإنسان على دينه ويقول لا لمن يأمره بمعصية الله.
وبالله التوفيق . |