هل كان شيخ الإسلام ابن تيمية عالما بالقراءات ؟
الذي يظهر لي أنه رحمه الله لم يكن عالما بالقراءات ، بخلاف جده أبي البركات المجد ابن تيمية فقد كان من القراء وله منظومة في القراءات ، أما ابن تيمية الحفيد شيخ الإسلام فليس له رحمه الله ورضي عنه وأرضاه ذكر في طبقات القراء للذهبي ولا لابن الجزري ، ولا ذكرا في ترجمة أحد أنه قرأ عليه القراءات ، ولا رؤي اسمه في إسناد من أسانيد القراءات ، ولا له مؤلف في القراءات على طريقة القراء سوى ما يتعلق بالقراءات من مسائل فقهية أو أصولية فإنه يبحثه في كتبه بحثا فقهيا أو أصوليا على طريقة الفقهاء والأصوليين ، بالإضافة إلى تصريح تلميذه المقرئ الحافظ الذهبي نقلا عن العقود الدرية صـ 19 قال الذهبى عن شيخه ابن تيمية : ” وتقدّم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات ” . اهـ وهذا كاف في أن ننفي أنه من علماء القراءات .
ومعظم المفسرين ولو تبحروا في التفسير ليسوا من علماء القراءات ، إذ غاية المتبحر في التفسير أن يعلم اختلاف فرش حروف القراءات في المواضع التي يترتب على الخلاف فيها اختلاف في التفسير ، أما أصول القراءات وتحريراتها وعزو طرقها فلا يحتاج إليه المفسر ، لكنه لا يستغني عنه المقرئ . ومعظم حفاظ القرآن ليسوا من علماء القراءات فكونه رضي الله عنه كان مفسرا وحافظا للقرآن لا يلزم منه أن يكون عالما بالقراءات لكنه لإنصافه رحمه الله مدح العالمين بالقراءات وذكر أن لهم مزية على غيرهم فقال [مجموع الفتاوى (13/404)] : (والعارفُ في القراءاتِ ، الحافظُ لها ، له مزِيَّةٌ على من لم يعرف ذلك ولا يعرفُ إلاَّ قراءةً واحدة.اهـ).
وهذا بخلاف حال كثير من الناس ممن إذا لم يحسن علما من العلوم ذمه وانتقص منه كأنه يقول أنا لم أحسنه عن قصد مني لأنه لا فائدة فيه ، وكذلك بعض الناس إذا قصر في باب من أبواب الخير انتقص منه وممن تميز فيه، وهذا من غمط الناس الذي نهانا عنه النبي عليه الصلاة والسلام
وجزى الله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإسلام خيراً
|