هل يجوز إحداث وقوف في القرآن غير منصوص عليها ؟
الوقف والابتداء في القرآن علم جليل له أصوله وقواعده
وأنصح طلاب العلم بمطالعة كتب الوقف والابتداء: ومن أهمها كتاب منار الهدى في الوقف والابتدا للأشموني.
مواضع الوقوف بعضها مروي عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعضها مروي عن قّراء الصحابة والتابعين ، وبعضها اجتهد فيه من بعدهم
ولا يصح لآحاد الناس من العوام ومبتدئي طلاب العلم أن يستحسنوا بآرائهم وقوفا فيقفوا عليها بدون أن ينص علماء الوقف على جوازها؛
لأن علم الوقف له قواعد منها أنه لا يجوز الوقف على المبتدأ دون خبره ولا على الاسم الموصول دون صلته ولا على الشرط دون جوابه ولا على المضاف دون المضاف إليه ونحو ذلك مما قد يخل به من لا علم له وكم سمعنا من طوامّ يأتي بها بعض الجهال من الوقوف القبيحة التي يحسبونها حسنة.
وأما مواضع الوقوف التي في المصاحف المطبوعة فهذه تجتهد لجنة مراجعة المصحف في اختيارها من بين الأوجه الجائزة بالرجوع إلى كتب الوقوف وكتب التفسير وكتب إعراب القرآن، فمن كان له من العلم والأهلية ما يؤهله للرجوع إلى الكتب المذكورة واختيار أوجه أخرى من الوقف تتوافق مع القراءة أو الرواية التي يقرأ بها فله ذلك ، وأما من لم يكن لديه ما يؤهله لذلك فليقلد لجنة المصحف في اختيارها واجتهادها فهو أسلم له .
والجدير بالذكر أن القرآن الكريم منحصر، والمواضع التي يجوز الوقف عليها محصورة، وقد تتبع علماء الوقف والابتداء القرآن من أوله إلى آخره ونصوا على ما يجوز الوقف عليه وعلى ما يمنع، وعللوا ذلك من جهتي المعنى والإعراب، بحيث لم يعد هناك مجال لابتكار وقوف واستحداثها، فكل ما خطر ببالك أنه يمكن الوقف عليه لو طالعت كتب الوقف لوجدت مذاهب العلماء فيه إن كان مختلفا فيه أو وجدت إجماعهم على حسنه أو قبحه.
وبالله التوفيق |