ابن حجر الهيتمي
هو أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمى ( بالتاء المثناة) المكي الشافعي فقيه له عناية بالحديث ولد بمصر سنة 909 و درس بالأزهر و مات سنة 974 ( البدر الطالع 1/ 109 ، الأعلام 1/234 )
كان الهيتمي قبوريا، واعتماد كثير من القبوريين على ما بثه من شبهات ، ومن أفضل ما كتب في الرد عليه كتاب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين يعني أحمد بن تيمية شيخ الإسلام وأحمد بن حجر الهيتمي ، وكذلك صنف في الرد على ضلالاته كثير من أئمة الدعوة السلفية النجدية رحمهم الله .
ولا تعارض بين كون الهيتمي رحمه الله كان على طريقة السلف في الزهد والتقلل وكونه لم يكن على طريقتهم في الاعتقاد ، فالخوارج على سبيل المثال خالفوا السلف في الاعتقاد ومع ذلك وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ) فالهيتمي كان يبيح الاستغاثة بالأموات ودعاءهم وشد الرحال إليهم وغير ذلك من الشركيات ، وكان يعتقد جلالة ابن عربي الطائي ويحسن الظن به ويسب شيخ الإسلام ابن تيمية ويكاد أن يكفره ويقول فيه : (ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ..إلى آخر كلامه).
ولكن كان أئمة الدعوة السلفية النجدية لا يكفرونه رغم ما كان يقوله ويعتقده من أقوال واعتقادات كفرية لعلمهم بصلاحه في نفسه وحسن قصده ولنفعه الأمة بتدريس الفقه والحديث وتأليفه الكتب النافعة فكانوا يعذرونه بالتأويل
ففي الدرر السنية ج1/236 قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ: (ونحن كذلك: لا نقول بكفر من صحت ديانته، وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الأمة، ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة، والتآليف فيها، وإن كان مخطئًا في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم، ولا ننكر سعة علمه، ولهذا نعتني بكتبه، كشرح الأربعين، والزواجر وغيرها، ونعتمد على نقله إذا نقل لأنه من جملة علماء المسلمين) ا.هـ
ونحوه كلام الشيخ سليمان بن سحمان النجدي رحمه الله في الهدية السنية صفحة 48 ، وهذا النقل عن الشيخين عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وسليمان بن سحمان يدلك على مدى إنصاف أهل السنة ورحمتهم بمخالفيهم والتماسهم الأعذار للناس وإنزال الناس منازلهم ، ولك أن تنسج على منواله في الحكم على المخالفين المتأولين.
غفر الله لنا ولهم أجمعين |