ضوابط نقل كلمة الكفر
( ناقل الكفر ليس بكافر) عبارة توارد على استعمالها أئمة كثيرون . ودليلها ما في القرآن والسنة من حكاية أقوال الكفار كفرعون واليهود والنصارى منسوبة إلى قائليها ، وجرى عمل الأئمة في كتب الاعتقاد والفرق والملل والنحل على حكاية الأقوال الكفرية منسوبة إلى قائليها .
وأما ضوابط نقل كلمة الكفر فهي :
1) نسبة القول إلى قائله معينا أو مبهما كقال فلان أو قال الكافرون أو بعض الكافرين ، حتى يبرأ القائل من عهدة الكلام ويعلم أنه ناقل فحسب .
2) أن تدعو الحاجة إلى نقله .
3) أن يكون كارها لهذا القول الذي يحكيه مظهرا بلسان حاله أو مقاله عدم رضاه عن هذا القول ، لا كما يفعل بعض الروائيين الزنادقة من حكاية أقوال كفرية على لسان أبطال القصة ، ولسان حاله أنه راض بها مقر لها ، ويظهر ذلك في فلتات لسانهم .
4) ألا تترتب مفسدة على نقله كأن يكون القول الكفري مغمورا وفي نقله إشهار له وربما لم ينقل معه ما يدحضه وربما افتتن به الناس وانطلت عليهم الشبهة ونحو ذلك ، والله أعلم .
قال القاضي عياض في كتاب الشفاء : “وقد حكى الله تعالى مقالات المفترين عليه وعلى رسله في كتابه على وجه الإنكار لقولهم، والتحذير من كفرهم، والوعيد عليه، والرد عليهم بما تلاه الله علينا في محكم كتابه.
وكذلك وقع من أمثاله في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة على الوجوه المتقدمة.
وأجمع السلف والخلف من أئمة الهدى على حكايات مقالات الكفرة والملحدين في كتبهم ومجالسهم ليبينوها للناس وينقضوا شبهها عليهم….فأما ذكرها على غير هذا من حكاية سبه والإزراء بمنصبه (عليه الصلاة والسلام ) على وجه الحكايات والأسمار والطرف وأحاديث الناس ومقالاتهم في الغث والسمين ومضاحك المجان ونوادر السخفاء، والخوض في قيل وقال وما لا يعني، فكل هذا ممنوع، وبعضه أشد في المنع والعقوبة من بعض…”اهـ
|