ماذا يفعل طالب العلم حين يطلع على حديث صحيح أو حسن ظاهره يخالف معلومة مستقرة في ذهنه ؟
من الخطأ الذي يقع فيه بعض طلاب العلم أنه إذا واجهه حديث صحيح أو حسن ظاهره يخالف معلومة استقرت في ذهنه ، أنه مباشرة يعتبر أن الحديث شبهة يطلب ردها والجواب عنها ، ويشرع في البحثَ عن كيفية تضعيف الحديث أو رده أو تأويله ، وهذا يتنافى مع ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من تعظيم السنة واتباعها.
والصواب هو أن يتبع الطالب الخطوات الآتية : 1 ابدأ أولا بمراجعة المعلومة التي استقرت في ذهنك هل هي صحيحة أم لا ، وابدأ بالتساؤل عنها ومراجعة أدلتها ، وليكن سؤالك : هل المعلومة الفلانية صحيحة أم لا ؟ وهل دل عليها دليل صحيح صريح من كتاب أو سنة أو إجماع ؟ فربما تبين لك أن المعلومة التي استقرت في ذهنك سابقا غير صحيحة فتتركها وتعمل بالدليل الذي وقفت عليه ، فأهل السنة رجّاعون إلى الحق ، يستدلون ثم يعتقدون ما دل عليه الدليل ، بخلاف أهل البدعة فإنهم يعتقدون بأهوائهم ثم يبحثون عن أدلة توافق أهواءهم .
2 إن تأكدت أن المعلومة التي كانت مستقرة في ذهنك دل عليها دليل صحيح صريح من كتاب أو سنة أو إجماع ، فاطرح سؤالك عن الحديث الذي تظنه معارضاً على هيئة إشكال في كيفية التوفيق بين هذا الحديث والنصوص الأخرى المعارضة له أو بينه وبين ذلك الإجماع المتيقن المعارض له ، وذلك أن الأصل أن النصوص الثابتة تتوافق ولا تتعارض ، ولن تعدم إن شاء الله مع الصبر في البحث أن تجد وجوها للتوفيق بين النصوص .
|