من آداب طالب العلم
أنه إذا حضر درسا أو أفاده أحد فائدة علمية أن يظهر سروره بذلك.
وأن يظهر أنه استفاد من الدرس لقوله عليه الصلاة والسلام (لم يشكر الله من لم يشكر الناس ).
وألا يظهر الضجر والتململ أثناء الدرس.
وقد نبه على هذا الأدب شيخنا الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه الحلية.
كما نبه شيخنا ابن عثيمين رحمه الله على أن بعض الناس تجده في الدرس يترقب انتهاءه بفارغ الصبر، مرة يطلب الكتاب، ومرة يخبط في الأرض، ومرة ينظر في الساعة ثم ذكر أن هذه التصرفات التي تظهر التململ من الدرس وعدم الرغبة في مواصلته ليست من الأدب.
وكان علماء السلف رضوان الله عليهم يظهرون السرور بالدرس؛ فقد جاء عن عطاء بن أبي رباح التابعي المكي الجليل تلميذ ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم أنه كان ربما حدثه الرجل بحديث سمعه قبل أن يولد الرجل بعشرين سنة فيظهر له أنه يسمعه لأول مرة، وأنه استفاد منه ويشكره عليه.
وقد رأيت كثيرًا من مشايخي كذلك منهم الشيخ عبد العزيز البرماوي من علماء الإسكندرية الكبار رحمه الله كان يأتيه الطلبة الصغار ويحدثونه بأشياء سمعناها من الشيخ مرارا من سنوات طويلة فيطرق بسمعه ويصغي بطريقة عجيبة، ويثني على القائل ويقول: فائدة عظيمة جدًّا، ويشجع الطالب ويظهر له كأنها معلومة جديدة أول مرة يسمعها ، وهذا من تواضع العلماء وأدبهم، فإذا كان العلماء يفعلون هذا مع الطالب فمن باب أولى أنك إذا استمعت للعالم فلا تُظْهِر أنك تعرف هذا الموضوع وتقاطعه، وتظهر له أنك لم تستفد شيئًا من الدرس، وأن كل ما قاله أنت تعلمه، بل عليك أن تظهر أنك استفدت حتى لو كان الموضوع قليل الفائدة أو مكررا بالنسبة لك ، جاء عن الخليل بن أحمد الفراهيدي إمام اللغة رحمه الله أنه كان إذا أفاد أحدًا شيئًا لم يُظهر له أنه أفاده.
وإذا استفاد من أحدٍ شيئًا شكره وأثنى عليه وذكر له أنه استفاد منه. |