صفحة جديدة 2
السُّنة
السنة: ونعني بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما شرع الله من
الدين..
قال تعالى في سورة الحشر:
﴿وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7].
وقال:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾[النجم:3].
وكانت محفوظة في صدور رُواتها، وكانوا يُعلّمونها أولادهم وخصوصاً ما
يتعلق منها بالمغازي يقولون: تعلموا مجْد آبائكم.
ويعلم الله أن ذلك من أفضل التعليم للناشئ؛ فإنه يبثّ في قلبه الحمية
فيشب ولا شيء أحلى عنده من اكتساب مجد يُعلي قدره ويرفع ذِكْره.
ولم تُدَوّن الكتب في الأحاديث حتى زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله
عنه.
الفقه
الفقه كان في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مُراداً به- كما
قال الغزالي في الإحياء-: (علم طريق الآخرة، ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومُفسدات
الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا، وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة، واستيلاء الخوف
على القلب)؛ يدلك على ذلك قوله تعالى:
﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾[التوبة:122]؛ وما يحصل به الإنذار والتخويف هو هذا.
وقال الله تعالى:
﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَاَ﴾[الأعراف:179]..
وأراد به معاني الإيمان وقال صلى الله عليه وسلم
«ألا
أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوان: بلى يا رسول الله، قال: مَنْ لم يُقَنِّط الناس
من رحمة الله، ولم يُؤَمِّنهم من مكر الله، ولم يُؤَيِّسهم من روح الله، ولم يدع
القرآن رغبة عنه إلى ما سواه»..
وقال عليه الصلاة والسلام في ضمام بن ثعلبة الأعرابي- الذي وفد عليه
فآمَن به وعَلِم أركان الدين وسلّم بذلك تسليما خالصاً من شائبة نفاق أو رياء-:
«فَقُه
الرجل»
وهو لم يعلم بعد إلا أمهات الدين..
أما المسائل التي اصطلح على تسميتها بالفقه في العصر الذي بعدهم فكانت
تأتي أحكامها حسب وقائعها، ولم يكن في أصحابه مَنْ تجرّد لاختراع المسائل والإجابة
عليها.
التوحيد
التوحيد كان عندهم عبارة عن أن يرى الموحِّد الأمور كلها من الله عز
وجل رؤيةً تقطع التفاته عن الأسباب والوسائط، فلا يرى الخير والشر إلا منه جل
ذِكْره، وكانوا يكتفون في الاستدلال على ذات الله وصفاته بما ورد في القرآن الشريف
لا يتَعَدَّونه إلى سواه؛ إذ كانوا على الفطرة لم تشُب قلوبهم شوائب الشك
والارتياب..
فكانوا بعيدين عن صناعة الكلام، ومعرفة طُرق المجادلة، والإحاطة بطرق
مناقضات الخصوم، والقدرة على التشدق فيها بتكثير الأسئلة وإثارة الشبهات وتأليف
الالتزامات "الأمور التي جُعلت بعضهم موضوعاً للتوحيد"..
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شُغل شاغل عن ذلك بنصر دين
الله والاجتهاد في تعميمه في بقاع الأرض..
قال إمامنا المرحوم الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد:
(وقد مضى زمن النبي صلى الله عليه وسلم- وهو المرجع في الخيرة، والسراج
في ظلمات الشُّبهة-، وقضى الخليفتان بعده ما قُدّر لهما من العمر في مدافعة الأعداء
وجمْع كلمة الأولياء، ولم يكن للناس من الفراغ ما يخلون فيه مع عقولهم ليبتلوها
بالبحث في مباني عقائدهم، وما كان من اختلاف قليل رد إليهما وقُضي الأمر فيه
بحكمهما بعد استشارة مَنْ جاورهما من أهل البصر بالدين إن كانت حاجة إلى
الاستشارة..
وأغلب الخلاف كان في فروع الأحكام لا في أصول العقائد..
ثم كان الناس في الزمنين يفهمون إشارات الكتاب ونصوصه يعتقدون بالتنزيه
ويفوضون فيما توهم التشبيه ويرون أن له معنى غير ما يوهمه ظاهر اللفظ). أهـ
أما الحكمة التي أثنى الله-تعالى- عليها في قوله:
﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾[البقرة:269]،
وأثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
«كلمة
من الحكمة يتعلمها الرجل خير من الدنيا وما فيها»،
والتي حضّ- عليه الصلاة والسلام- على البحث عنها في
قوله:
«الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها أخذها»؛
فقد كانت منتشرة بين الصحابة، ووَرَد عن كثير منهم حِكَم لا يحصيها العَدّ تُهذِّب
النفس وتُحيي القلب، وأكثرهم في ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه..
وها نحن نسوق لك شذرات منها مما نقلناه من الجزء الثاني من الكتاب المرسوم
بنهج البلاغة..
قال رضي الله عنه: "البخل عار والجبن منقصة والفقر يخرس الفطن عن حجته
والمقل غريب في بلدنه والعجز آفة والصبر شجاعة والزهد ثروة والورع جنة" "نعم القرين
الرضي والعلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية" وقال: "نعم القرين
الرضي والعلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية" وقال: "صدر العاقل
صندوق سره والبشاشة حبل المودة والاحتمال قبر العيوب" وقال: "إذا أقبلت الدنيا على
أحج أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه" وقال: "إذا قدرت على عدوك
فاجعل العفو عنه شكراً للمقدرة عليه" وقال: "إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا
أقصاها بقلة الشكر" وقال: "من جرى في عنان أمله عثر بأجله" وقال: "من أبطأ به عمله
لم يسرع به نسبه" ويروى هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «من كفارات
الذنوب العظام إعانة الملهوف التنفيس عن المكروب» وقال: «يا ابن آدم إذا رأيت ربك
سبحانه يتابع نعمة عليك وأنت تعصيه فاحذره» وقال: «الحذر فو الله لقد ستر حتى كأنه
غفر» وقال: «فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه» وقال: «كن سمحاً ولا تكن مبذراً
وكن مقدراً ولا تكن مقتراً» وقال: «من أسرع إلى الناس بم يكرهون قالوا فيه بما لا
يعلمون» وقال: «طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقتع بالكفاف ورضي عنه الله» وقال:
«احذروا صولة الكريم إذا جاع وصولة اللئيم إذا شبع» وقال: «أولى الناس بالعفو
أقدرهم على العقوبة» وقال: «القناعة مال لا ينفد» وقال: «اللسان سبع إن خلى عنه
عقر» وقال: «فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها» وقال: «لا نستح من إعطاء
القليل فإن الحرمان أقل منه» وقال: «إذا تم العقل نقص الكلام» وقال: «من نصب نفسه
للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه
بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم» وقال: «قيمة كل
امرئ ما يحسنه» وقال: «أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلا: لا
يرجون أحد منكم إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم أن
يقول لا أعلم ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه وعليكم بالصبر فإن الصبر
من الإيمان كالرأس من الجسد ولا خير في جسد بغير رأس ولا في إيمان لا صبر معه»
وقال: «من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح أمر آخرته
أصلح الله له أمر دنياه ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ» وقال:
«اعقلوا الخير عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ولكن رعاته قليل» وقال:
«لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر
منه» وقال: «إضاعة الفرصة غصة» وقال: «عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب
ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب
الأغنياء وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة وعجبت لمن شك في الله
وهو برى خلق الله وعجبت لمن نسى الموت وهو يرى الموتى وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى
وهو يرى النشأة الأولى وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء» وقال: «لا يكون
الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته وغيبته ووفاته» وقال: «تنزل المعونة
على قدر المؤنة» وقال: «المرء مخبوء تحت لسانه» وقال: «لا يعدم الصبور الظفر وإن
طال به الزمان» وقال: «الراضي بفعل قوم كالداخل معهم وعلى كل داخل في باطل إثمان
إثم العمل به وإثم الرضي به» وقال: «من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في
عقولها» وقال: «من كتم سره كانت الخيرة بيده» وقال: «الإعجاب يمنع من الازدياد»
وقال: «الناس أعداء ما جهلوا» وقال: «أزجر المسيء بثواب المحسن» وقال: «الطمع رق
مؤبد» وقال: «من أبدى صفحته للحق هلك» وقال: «لم يذهب من مالك ما وعظك» وقال: «لا
يزهدنك في المعروف من لا يشكر لك فقد يشكرك عليه من لا يستمع به وقد تدرك من شكر
الشاكر أكثر مما أضاع الكافر والله يحب المحسنين» وقال: « بئس الزاد إلى المعاد
العدوان على العباد» وقال: «من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه» وقال: «الكرم
أعطف من الرحم، من ظن بك خيراً فصدق ظنه» وقال: «الحدة ضرب من الجنون فإن صاحبها
يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم».
وهذا قليل من كثير أوردناه لك لتعلم ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أقوالهم وأفعالهم فتعز بإتباعهم إن كان لك في العز حاجة.
وهذه العلوم التي كانت في العصر الأول مشغلة للمعلين والمتعلمين لا يعرفها
إلا مسلم ولا يتركها إلا منافق وهى التي بها صلاح الأمة في الدين والدنيا وقد بقيت
علوم كفايات لم يتركها المسلمون بل اشتغلوا بها لصلاح الدنيا ولا بأس أن نذكر لك
يعضها لتعلم كيف كان شغلهم بها.
الكتابة
كانت الكتابة في صدر الإسلام قليلة جداً لأمية العرب ولكنها أخذت في
الانتشار حينما حض على تعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابتداء شيوعها لما
جعل عليه السلام فداء بعض الأسرى في بدر أن يعلم عشرة من صبيان المدينة القراءة
والكتابة وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب كثيرون لكتابة الوحي والمراسلات
أشهرهم على بن أبي طالب وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم
وفي مدة الشيخين شاعت الكتابة أكثر.
لغات الأعاجم
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة العبرانية لغة
اليهود ليكون بينه وبينهم وليكتب لهم عنه عليه السلام ما يريد أن يكتبه فلا بأس أن
يكون في الأمة من يعرف اللغات الأعجمية متى كان هناك احتياج إلى ذلك وكان في
الصحابة كثير من عرف لغة الفرس والروم وغيرهم.
الطب
كان الطب مشتهراً بين العرب وله قوم مخصوصون اتخذوه حرفة من أشهرهم الحارث
بن كادة وقد انتدبه عليه السلام ليداوى مرضاً ألم بسعد بن أبي وقاص وبعث عليه
السلام إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع منه عرقا ثم كواه عليه. رواه مسلم ولرسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث في الحث على تعلم الطب منها «لكل داء دواء فإذا أصيب
دواء الداء برئ بإذن الله» وفي هذا الحديث حث على معرفة طبائع العقاقير وتشخيص
الداء حتى يجعل لكل داء دواءه». وورد عنه عليه السلام أحاديث في الطب منها «الحمى
من فيح جهنم فأبردوها بالماء» رواه مسلم ومنها- أو هو أثر- «المعدة بيت الداء
والحمية رأس الدواء وأصل كل داء البردة» ويعجبني هنا ما ذكره الغزالي في الإحياء
تنديداً بطلاب العلم الذين جعلوا دأبهم الاشتغال بفروع الفقه الدقيقة التي تنقضي
الدهور ولا يحتاج لشيء منها ويهملون ما عدا ذلك من الكفايات قال رحمه الله: (فكم من
بلد ليس فيه طبيب إلا من أهل الذمة ولا تجوز شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام
الفقه ثم لا نرى أحداً يشتغل به ويتهانرون على علم الفقه لا سيما الخلافيات
والجدليات والبلد مشحون من الفقهاء ممن يشتغل بالفتوى والجواب عن الوقائع فليت شعري
كيف يرخص فقهاء الدين في الاشتغال بفرض كفاية قد قام به جماعة وإهمال مالا قائم به
هل لهذا من سبب إلا أن الطب ليس يتيسر به الوصول إلى تولى الأوقاف والوصايا حيازة
مال الأيتام وتقلد القضاء والحكومة والتقدم على الأقران والتسلط به على الأعداء)
ونحمد الله أن أوجد من غير الفقهاء من يسد هذه الثلمة في الأمة فقام بتعلم الطب
وإفادة الناس منه ومن هنا يعلم أن الأمة في العصر الأول لم تكن تخلو من قائم
بالكفايات التي عليها مدار العمارية والتقدم كالحساب أو الهندسة وغير ذلك. وإلى هنا
انتهي ما أردنا إيراده من نظامات الإسلام وبقيت في النفس بقية نذكر فيها معاملة
المسلمين لبعضهم في العصر الأول إذ هذا هو الذي تدور عليه سعادة الأمة وشقاوتها وبه
عزها وذلها فاسمع وافقه ألهمني الله وإياك الرشد قال الله تعالى في كتابه العزيز
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾[آل عمران:103].
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[الحجرات:10].
فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متآخين في الله متحابين وكانت
الأخوة بينهم في أعلى درجاتها وهو الإيثار على النفس قال الله تعالى في وصف
الأنصار: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا
أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ﴾[الحشر:9]. فكان الرجل منهم يحب لأخيه ما يحب لنفسه عملا بقوله عليه
السلام «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» فلا يغشه لئلا يدخل تحت قوله
عليه السلام «من غشنا فليس منا، ولا يكذب عليه إذا حدثه ولا يخلفه إذا وعده ولا
يخونه إذا ائتمنه لئلا يكون منافقاً»
قال عليه السلام: «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن
خان» وفي حديث آخر «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت
فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم
فجر» ولا يقصر في معاونته امتثالا لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى﴾[المائدة:2]. ولا يسخر منه ولا يلمزه ولا ينابزه بالألقاب ولا يظن به
الظنون ولا يتجسس عليه ولا يغتابه قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ
مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ
وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات:11].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾[الحجرات:12]. وقال عليه السلام
«إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا
ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا» وقال: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا
ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً،
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا- ويشير إلى صدره ثلاث
مرات- بحسب امرئ من البشر أن يحقر أخاه المسلم وكل المسلم على المسلم حرام دمه
وعرضه وماله» وقال «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد
الله إخوانا ولا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاثة» ولا ينم عليه لئلا يحرم الجنة
قال عليه السلام: «لا يدخل الجنة نمام، ولا يسبه لئلا يفسق» قال عليه الصلاة
والسلام: «سباب المؤمن فسوق، ولا يجرد في وجهه سيفاً لئلا تكون عاقبته النار» قال
عليه السلام: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول
الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه» وقال الله
تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
عَظِيمًا﴾[النساء:93]. ولا يترفع عليه لضعة في نسبه أو قلة في ماله قال عليه السلام
في حجة الوداع «أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي إلا
بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ولا يعامله بالربا، كيف وقد نهى الله تعالى عنه
أشد نهى فقال وقوله الحق: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا
كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ
الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة:275]
﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾[البقرة:276]
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[البقرة:277]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ
الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[البقرة:278]
﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا
تُظْلَمُونَ﴾[البقرة:279].
فليتدبر هذا النهى أولو النهى من المسلمين ليعرفوا كيف آلت حالهم إلى ما هم
عليه الآن. وكان المسلم يرى أن من دينه نصيحة أخيه قال عليه السلام «الدين النصيحة،
قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» ويمنع عنه أذى يده
ولسانه قال عليه السلام، «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما
نهى الله عنه» وكان الحياء من شعارهم قال عليه السلام «الحياء من الإيمان» يطعمون
الطعام ويقرءون السلام قال عليه السلام وقد سئل أي الأعمال أفضل «تطعم الطعام وتقرأ
السلام على من عرفت ومن لم تعرف» يحبون الله ورسوله أكثر من الأموال والأولاد قال
عليه السلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما
سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقف
في النار» ومن المعلوم أن المحبة ليست شقشقة اللسان إنما هي الطاعة في الأقوال
والأفعال قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾[آل عمران:31].
وآداب الإسلام التي كان المسلمون يتمسكون بها في العصر الأول لا نمل من أن
نذكر لك بعضاً منها ليكون لك من نفسك زاجر قال الله سبحانه: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾[البقرة:177].
وقال: ﴿وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا
بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:188].
وقال: ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ﴾[البقرة:190].
وقال: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ
فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ
عَلِيمٌ﴾[البقرة:215].
وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ
مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾[البقرة:267].
وقال: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾[البقرة:271].
وقال: وهي من أهم ما يجب على المسلمين تنفيذه ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[آل عمران:104].
﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[آل عمران:105].
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ
وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا
فَخُورًا﴾[النساء:36].
وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ
اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا
بَصِيرًا﴾[النساء:58].
وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ﴾[النساء:135].
وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾[المائدة:1].
وقال: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى﴾[المائدة:2].
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا
أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ﴾[الأنعام:151]
﴿وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى
يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ
نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ﴾[الأنعام:152]
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا
السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153].
وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[النحل:90]
﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ
بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل:91].
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا
تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا
كَرِيمًا﴾[الإسراء:23]
﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء:24]
﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ
فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾[الإسراء:25]
﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا
تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾[الإسراء:26]
﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾[الإسراء:27]
﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ
تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا﴾[الإسراء:28]
﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ
الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾[الإسراء:29]
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ
بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾[الإسراء:30]
﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ
وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾[الإسراء:31]
﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ
سَبِيلًا﴾[الإسراء:32]
﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ
فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾[الإسراء:33]
﴿وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى
يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ
مَسْئُولًا﴾[الإسراء:34]
﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ
الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾[الإسراء:35]
﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ
وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾[الإسراء:36]
﴿وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ
تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾[الإسراء:37]
﴿كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا﴾[الإسراء:38].
وقال: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾[المؤمنون:1]
﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾[المؤمنون:2]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾[المؤمنون:3]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾[المؤمنون:4]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾[المؤمنون:5]
﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ﴾[المؤمنون:6]
﴿فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْعَادُونَ﴾[المؤمنون:7]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾[المؤمنون:8]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾[المؤمنون:9]
﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾[المؤمنون:10]
﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[المؤمنون:11].
وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا
تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[لقمان:13]
﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى
وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ﴾[لقمان:14]
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ
مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ﴾[لقمان:15]
﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ
فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ
اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾[لقمان:16]
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الأُمُورِ﴾[لقمان:17]
﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾[لقمان:18]
﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ
لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾[لقمان:19].
وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه﴾[الزلزلة:7]
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾[الزلزلة:8].
هذا ولو أردنا استقصاء الآداب الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة
المطهرة لاحتجنا إلى مجلدات ولكنا أردنا بما ذكرنا أمرين: الأول أنا ذكرنا لك أمهات
الفضائل التي كان المسلمون في العصر الأول متخلفين بها، والثاني إنا لفتنا نظرك
أيها المسلم لمذاكرة القرآن لتعرف ما احتوى عليه من الآداب والحكم فتقف عند ما حده
لك ومذاكرة السنة المطهرة الهادية ولا تكن ممن يضعها في بته تبركا بأوراقها
ونقوشها، والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
مقتل عمر
لم يُصَب المسلمون في العصر الأول بمصيبة بعد وفاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أعظم من قتْل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جنى عليه غلام
مجوسي اسمه أبو لؤلؤة كان للمغيرة بن شعبة..
وها نحن نسوق لك ما رواه البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون في هذا
المصاب الجلل..
قال عمرو: إني لواقف ما بيني وبينه (عمر) إلا عبد الله بن عباس غداة
أُصيب..