صفحة جديدة 10
313 - وأما السؤال بحق
فلان فهو مبني على أصلين:
أحدهما: ما له من الحق عند الله.
والثاني: هل نسأل الله بذلك كما نسأل
بالجاه والحرمة!.
314 - أَمَّا الأول فمن الناس من يقول:
للمخلوق على الخالق حق يعلم بالعقل. وقاس المخلوق على الخالق، كما يقول ذلك من
يقوله من المعتزلة وغيرهم.
315 - ومن الناس من يقول: لا حق للمخلوق
على الخالق بحال، لكن يعلم ما يفعله بحكم وعده وخبره. كما يقول ذلك من يقول من
أتباع/ جهم والأشعري وغيرهما ممن ينتسب إلى السنة.
316 - ومنهم من يقول: بل كتب الله على نفسه
الرحمة، وأوجب على نفسه حقاً لعباده المؤمنين كما حرم الظلم على نفسه، لم يجب ذلك
مخلوق عليه ولا يقاس بمخلوقاته، بل هو بحكم رحمته وحكمته وعدله كتب على نفسه الرحمة
وحرم على نفسه الظلم.
317 - كما قال في الحديث الصحيح الإلهي:
«ياعبادي
إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا».
وقال تعالى (6: 54):
﴿كَتَبَ
رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ وقال
تعالى (30: 47): ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا
نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
318 - وفي الصحيحين عن معاذ عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال:
«يامعاذ،
أتدري ما حق الله على عباده؟» قلت: الله ورسوله
أعلم. قال: «حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئا. يامعاذ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟»
قال: الله ورسوله أعلم. قال: «حقهم عليه أن لا
يعذبهم».
319 - فعلى هذا القول لأنبيائه وعباده
الصالحين، عليه سبحانه حق أوجبه على نفسه مع إخباره.
320 - وعلى الثاني يستحقون ما أخبر بوقوعه
وإن لم يكن ثم سبب يقتضيه.
321 - فمن قال ليس للمخلوق على الخالق حق
يسأل به، كما روي أن الله تعالى قال لداود: وأي حق لآبائك علي؟ [فهو] صحيح إذا أريد
بذلك أنه ليس للمخلوق عليه حق بالقياس والاعتبار على خلقه، كما يجب للمخلوق على
المخلوق، وهذا كما يظنه جهال العبّاد من أن لهم على الله سبحانه حقاً بعبادتهم.
322 - وذلك أن النفوس الجاهلية تتخيل أن
الإنسان بعبادته وعلمه يصير له على الله حق من جنس مايصير للمخلوق على المخلوق،
كالذين يخدمون ملوكهم وملاكهم فيجلبون لهم منفعة ويدفعون عنهم مضرة، ويبقى أحدهم
يتقاضى العوض والمجازاة على ذلك، ويقول له عند جفاء أو إعراض يراه منه: ألم أفعل
كذا! يمن عليه بما يفعله معه، وإن لم يقله بلسانه كان ذلك في نفسه.
323 - وتخيلُ مثل هذا في حق الله تعالى من
جهل الإنسان وظلمه، ولهذا بين سبحانه أن عمل الإنسان يعود نفعه عليه وأن الله غني
عن الخلق، كما في قوله تعالى (17: 7):
﴿إِنْ
أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾،
وقوله تعالى (41: 46): مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَمٍ لِلْعَبِيدِ﴾،
وقوله تعالى (39: 7): ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا
يَرْضَهُ لَكُمْ﴾، وقوله تعالى (27: 40):
﴿وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾،
وقال تعالى (14: 7 - 8) في قصة موسى عليه السلام: ﴿لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ* وَقَالَ
مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ
لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾. وقال تعالى (3: 176):
﴿وَلاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾،
وقال تعالى (3: 97): ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾.
324 - وقد بين سبحانه وتعالى أنه المانُّ
بالعمل فقال تعالى (49: 17):
﴿يَمُنُّونَ
عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلْ اللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾،
وقال تعالى (49: 7 - 8): ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ
فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ
الرَّاشِدُونَ* فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
325 - وفي الحديث الصحيح الإلهي
«ياعبادي
إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني وإنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ياعبادي إنكم تخطئون
بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم. ياعبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من
ملكي شيئاً. ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ
واحدٍ منكم مازاد ذلك في ملكي شيئاً. ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم
قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا
كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر».
326 - وبين الخالق تعالى والمخلوق من
الفروق مالا يخفى على من له أدنى بصيرة:
327 - منها أن الرب تعالى غنيّ بنفسه عما
سواه، ويمتنع أن يكون مفتقراً إلى غيره بوجه من / الوجوه، والملوك وسادة العبيد
محتاجون إلى غيرهم حاجة ضرورية.
328 - ومنها أن الرب تعالى وإن كان يحب
الأعمال الصالحة ويرضى ويفرح بتوبة التائبين، فهو الذي يخلق ذلك وييسره، فلم يحصل
ما يحبه ويرضاه إلا بقدرته ومشيئته.
329 وهذا ظاهر على مذهب أهل السنة
والجماعة الذين يقرون بأن الله هو المنعم على عباده بالإيمان، بخلاف القدرية.
والمخلوق قد يحصل له ما يحبه بفعل غيره.
330 - ومنها أن الرب تعالى أمر العباد بما
يصلحهم ونهاهم عما يفسدهم، كما قال قتادة: إن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به
لحاجته إليهم، ولا ينهاهم عما نهاهم عنه بخلاً عليهم، بل أمرهم بما ينفعهم ونهاهم
عما يضرهم، بخلاف المخلوق الذي يأمر غيره بما يحتاج إليه وينهاه عما ينهاه بخلاً
عليه.
331 - وهذا أيضاً ظاهر على مذهب السلف وأهل
السنة الذين يثبتون حكمته ورحمته ويقولون: إنه لم يأمر العباد إلا بخير ينفعهم، ولم
ينههم إلا عن شر يضرهم. بخلاف المجبرة الذين يقولون: إنه قد يأمرهم بما يضرهم
وينهاهم عما ينفعهم.
332 - ومنها أنه سبحانه هو المنعم بإرسال
الرسل وإنزال الكتب، وهو المنعم بالقدرة والحواسّ وغير ذلك مما به يحصل العلم
والعمل الصالح، وهو الهادي لعباده، فلا حول ولا قوة إلا به. ولهذا قال أهل الجنة (7
- 42:
﴿الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا
اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾،
وليس يقدر المخلوق على شيء من ذلك.
333 - ومنها أن نعمه على عباده أعظم من أن
تحصى، فلو قٌدِّر أن العبادة جزاء النعمة، لم تقم العبادة بشكر قليل منها، فكيف
والعبادة من نعمه أيضاً.
334 - ومنها أن العباد لايزالون مقصرين
محتاجين إلى عفوه ومغفرته، فلن يدخل أحد الجنة بعمله، وما من أحد إلا وله سيئات
يحتاج فيها إلى مغفرة الله لها (35: 45):
﴿وَلَوْ
يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ
دَابَّةٍ﴾.
335 - وقوله صلى الله عليه وسلم:
«لن يدخل
أحد منكم الجنة بعمله» لا يناقض قوله تعالى
(32: 17، 46: 14، 65: 24): ﴿جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾؛ فإن المنفي نُفي بباء
المقابلة والمعاوضة كما يقال: بعت هذا بهذا. وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا
يقابل الجزاء وإن كان سبباً للجزاء، ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه، وأنه لا
يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه فهو ضال.
336 - كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال:
«لن
يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يارسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني
الله برحمةٍ منه وفضل» وروي «بمغفرته». ومن هذا أيضاً الحديث الذي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: «إن الله لو عذَّب أهل سمواته وأهل أرضه
لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً من أعمالهم»
الحديث.
337 - ومن قال: بل للمخلوق على الله حق.
فهو صحيح إذا أراد به الحق الذي أخبر الله بوقوعه، فإن الله صادق لا يخلف الميعاد،
وهو الذي أوجبه على نفسه بحكمته وفضله ورحمته.
338 - وهذا المستحق لهذا الحق إذا سأل الله
تعالى به فسأل الله تعالى إنجاز وعده، أو سأله بالأسباب التي علق الله بها المسببات
كالأعمال الصالحة، فهذا مناسب.
339 - وأما غير المستحق لهذا الحق إذا سأله
بحق ذلك الشخص فهو كما لو سأله بجاه ذلك الشخص، وذلك سؤال بأمر أجنبي عن هذا السائل
لم يسأله بسبب يناسب إجابة دعائه.
340 - وأما سؤال الله بأسمائه وصفاته التي
تقتضي ما يفعله بالعباد من الهدى والرزق والنصر فهذا أعظم ما يسأل الله تعالى به. فقول
المنازع: لا يسأل بحق الأنبياء، فإنه لا حقَّ للمخلوق على الخالق ممنوع.
341 - فإنه قد ثبت في الصحيحين حديث معاذ
الذي تقدم إيراده، وقال تعالى (6: 54):
﴿كَتَبَ
رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، (30:
47): ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ﴾.
342 - فيقال للمنازع: الكلام في هذا في
مقامين:
أحدهما: في حق العباد على الله.
والثاني: في سؤاله بذلك الحق.
343 - أَمَّا الأول فلا ريب أن الله تعالى
وعد المطيعين بأن يثيبهم، ووعد السائلين بأن يجيبهم، وهو الصادق الذي لا يخلف
الميعاد، قال الله تعالى (4: 122):
﴿وَعْدَ
اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً﴾،
(30: 6): ﴿وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ
وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾،
(14: 47): ﴿فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ
وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾.
فهذا مما يجب وقوعه/ بحكم الوعد باتفاق
المسلمين.
344 - وتنازعوا: هل عليه واجب بدون ذلك؟
على ثلاثة أقوال - كما تقدم -.
قيل: لا يجب لأحد عليه حق بدون ذلك.
وقيل: بل يجب عليه واجبات ويحرم عليه
محرمات بالقياس على عباده.
وقيل: هو أوجبَ على نفسه وحرَّم على نفسه،
فيجب عليه ما أوجبه على نفسه، ويحرم عليه ما حرمه على نفسه كما ثبت في الصحيح من
حديث أبي ذر كما تقدم.
345 - والظلم ممتنع منه باتفاق المسلمين،
لكن تنازعوا في الظلم الذي لا يقع. فقيل هو الممتنع وكل ممكن يمكن أن يفعله لا يكون
ظلماً، لأن الظلم إما التصرف في ملك الغير، وإما مخالفة الأمر الذي يجب عليه طاعته،
وكلاهما ممتنع منه.
وقيل: بل ماكان ظلماً من العباد فهو ظلم
منه.
وقيل: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فهو
سبحانه لا يظلم الناس شيئاً، قال تعالى (20: 113):
﴿ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن
فلا يخاف ظلماً ولا هضما﴾.
346 - قال المفسرون: هو أن يحمل عليه سيئات
غيره ويعاقب بغير ذنبه، والهضم أن يهضم من حسناته. قال تعالى (4: 40):
﴿إِنَّ
اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾،
(11: 101): ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ
ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ﴾.
347 - وأما المقام الثاني فإنه يقال: مابين
الله ورسوله أنه حق للعباد على الله فهو حق، لكن الكلام في السؤال بذلك، فيقال: إن
كان الحق الذي سأل به سبباً لإجابة السؤال حسن السؤال به، كالحق الذي يجب لعابديه
وسائليه.
348 - وأما إذا قال السائل: بحق فلان
وفلان. فأولئك إذا كان لهم عند الله حق أن لا يعذبهم وأن يكرمهم بثوابه ويرفع
درجاتهم - كما وعدهم بذلك وأوجبه على نفسه - فليس في استحقاق أولئك ما استحقوه من
كرامة الله ما يكون سبباً لمطلوب هذا السائل، فإن ذلك استحق ما استحقه بما يسره
الله له من الإيمان والطاعة. وهذا لا يستحق ما استحقه ذلك. فليس في إكرام الله لذلك
سبب يقتضي إجابة هذا.
349 - وإن قال: السبب هو شفاعته ودعاؤه.
فهذا حق إذا كان قد شفع له ودعا له، وإن لم يشفع له ولم يدع له لم يكن هناك سبب.
350 - وإن قال: السبب هو محبتي له وإيماني
به وموالاتي له. فهذا سبب شرعي وهو سؤال الله وتوسل إليه بإيمان هذا السائل ومحبته
لله ورسوله وطاعته لله ورسوله.
351 - لكن يجب الفرق بين المحبة لله
والمحبة مع الله: فمن أحب مخلوقاً كما يحب الخالق فقد جعله نداً لله، وهذه المحبة
تضره ولا تنفعه.
352 - وأما من كان الله تعالى أحب إليه مما
سواه، وأحب أنبياءه وعباده الصالحين له فحبه لله تعالى هو أنفع الأشياء. والفرق بين
هذين من أعظم الأمور.