35- يَعْجَبُ مِمَّا يَعْجَبُ الْجَلِيْسُ
36- أَصْحَابُهُ إِذْ يَتَنَاشَدُوْنَا
37- وَيَذْكُرُوْنَ جَاهِلِيَّةً: فَمَا
38- قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بِبَسْطِ الْخُلْقِ
39- مَا اِنْتَهَرَ الْخَادِمَ قَطُّ فِيْمَا
40- فِي صُنْعِهِ لِلشَّيْءِ:«لِمَ
صَنَعْتَهُ؟»
41- يَقُولُ: «لَوْ قُدِّرَ شَيْءٌ كَانَا»
42- وَفِي (الْجُلُوسِ) يَحْتَبِي تَوَاضُعَا
43- مَجْلِسُهُ: حِلْمٌ وَصَبْرٌ وَحَيَا
44- وَيُؤْثِرُ الدَّاخِلَ بِالْوِسَادَهْ
45- لَيْسَ يَقُولُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ
46- يَعِظُ بِالْجِدِّ إِذَا مَا ذَكَّرَا
47- وَيَسْتَنِيْرُ وَجْهُهُ إِنْ سُرَّا
48- يَمْنَعُ أَنْ يَمْشِيَ خَلْفَهُ أَحَدْ
49- وَلَيْسَ يَجْزِي سَيِّئاً بِمِثْلِهِ
50- كَانَ يُحِبُّ الْفَالَ مِمَّنْ ذَكَرَهْ
|
|
مِنْهُ، فَمَا بِوَجْهِهِ عُبُوْسُ
بَيْنَهُمُ الأَشْعَارَ، يَضْحَكُوْنَا
يَزِيْدُ أَنْ يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا
فَهُمْ سَوَاءٌ عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ
يَأْتِيْهِ، أَوْ يَتْرُكُهُ مَلُوْمَا
وَتَرْكِهِ لِلشَّيْءِ: «لِمَ تَرَكْتَهُ؟»
سُبْحَانَ مَنْ كَمَّلَهُ سُبْحَانَا
وَمَرَّةً ك«الْقُرْفُصَاءِ» خَاضِعَا
يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ مَنْ قَدْ لَقِيَا
أَوْ يَبْسُطُ الثَّوْبَ لَهُ زِيَادَهْ
قَطْعاً: سِوَى الْحَقِّ، فَخُذْهُ وَاكْتُبِ
كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ حَذَّرَا
تَخَالُهُ مِنَ السُّرُوْرِ بَدْرَا
بَلْ خَلْفَهُ مَلاَئِكُ اللَّهِ الأَحَدْ
لَكِنْ بِعَفْوٍ وَبِصَفْحِ فَضْلِهِ
وَكَانَ يَكْرَهُ اِتَّبَاعَ الطِّيَرَهْ
|