1- وَاِبْنُ أَبِي هَالَةَ زَادَ لَمَّا
2- لِوَجْهِهِ تَلأْلُؤٌ كَالْبَدْرِ
3- عَظِيْمُ هَامٍ، وَاسِعُ الْجَبِيْنِ
4- يَعْلُوهُ نُوْرٌ، مَنْ رَآهُ إِذْ مَا
5- مُفَلَّجُ الأَسْنَانِ، سَهْلُ الْخَدِّ
6- عُنُقُهُ يُرَى كَجِيْدِ دُمْيَةِ
7- أَزَجُّ فِي غَيْرِ قَرَنْ، إِذَا غَضِبْ
8- وَسَائِلُ الأَطْرَافِ، رَحْبُ الرَّاحَةِ
|
|
وَصَفَهُ: مُفَخَّماً وَفَخْمَا
مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ، عَرِيْضُ الصَّدْرِ
فَمٌ ضَلِيْعٌ، أَقْنَأُ الْعِرْنِيْنِ
لَمْ يَتَأَمَّلْ: ظَنَّهُ أَشَمَّا
أَشْنَبُ، بَادِنٌ، طَوِيْلُ الزَّنْدِ
مَعَ صَفَاءِ لَوْنِهِ كَالْفِضَّةِ
بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبْ
ضَخْمُ الْكَرَادِيْسِ، ذَرِيْعُ الْمِشْيَةِ
|
1- أَكْرِمْ بِهِ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ
2- يَرْضَى بِمَا يَرْضَاهُ، لَيْسَ يَغْضَبُ
3- مَحَارِمُ اللَّهِ إِذًا فَيَنْتَقِمْ
4- بَعَثَهُ الرَّحْمَنُ بِالإِرْفَاقِ
5- أَشْجَعَهُمْ فِي مَوْطِنٍ وَأَنْجَدَا
6- مَا سِيْلَ قَطُّ حَاجَةً فَقَالَ: «لاَ»
7- مِمَّا أَتَى دِرْهَمٌ أَوْ دِيْنَارُ
8- أَصْدَقُ لَهْجَةٍ، وَأَوْفَى ذِمَّهْ
9- أَكْرَمُهُمْ فِي عِشْرَةٍ، لاَ يَحْسِبُ
10- (حَيَاؤُهُ) يَرْبُو عَلَى الْعَذْرَاءِ
11- نَظَرُهُ لِلأَرْضِ مِنْهُ أَكْثَرُ
12- أَكْثَرُهُمْ تَوَاضُعاً، يُجِيْبُ
13- مِنْ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ، فَقِيْرٍ أَوْ غَنِيْ
14- وَطَائِفٍ يَعْرُوهُ حَتَّى «الْهِرَّهْ»
15- كَانَ أَعَفَّ النَّاسِ، لَيْسَ يُمْسِكُ
16- يُبَايِعُ النِّسَاءَ لاَ يُصَافِحُ
17- أَشَدُّهُمْ لِصَحْبِهِ إِكْرَاماً
18- بَيْنَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَدِّمُ
19- فَمَنْ بَدِيْهَةً رَآهُ هَابَهُ
20- (يَمْشِي) مَعَ الْمِسْكِيْنِ وَالأَرْمَلَةِ
21- يَخْصِفُ نَعْلَهُ، يَخِيْطُ ثَوْبَهُ
22- يَخْدُمُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، كَمَا
23- يُرْدِفُ خَلْفَهُ عَلَى الْحِمَارِ
24- يَمْشِي بِلاَ نَعْلٍ وَلاَ خُفٍّ إِلَى
25- يُجَالِسُ الْفَقِيْرَ وَالْمِسْكِيْنَا
26- لَيْسَ مُوَاجِهاً بِشَيْءٍ يَكْرَهُهْ
27- يَمْزَحُ لاَ يَقُولُ إِلاَّ حَقَّا
28- يَأْتِي إِلَى بَسَاتِنِ الإِخْوَانِ
29- قِيْلَ لَهُ: يَدْعُو عَلَى الْكُفَّارِ
30- فَقَالَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةْ
31- بَلْ سَأَلَ: «اللَّهُمَّ فَاهْدِ دَوْسَا
32- لَمْ يَكُ فَحَّاشاً وَلاَ لَعَّانَا
33- (يَخْتَارُ) أَيْسَرَ الأُمُورِ إِذْ مَا
34- لَمْ يُرَ ضَاحِكاً بِمِلْءِ فِيْهِ
|
|
فَهْوَ لَدَى غَضَبِهِ غَضْبَانُ
لِنَفْسِهِ، إِلاَّ إِذَا تُرْتَكَبُ:
فَأَحَدٌ لِذَاكَ أَصْلاً لَمْ يَقُمْ
كَيْمَا يُتِمَّ صَالِحَ الأَخْلاَقِ
وَأَجْوَدَ النَّاسِ بَنَاناً وَيَدَا
وَلَيْسَ يَأْوِي مَنْزِلاً إِنْ فَضَلاَ
حَتَّى تُرِيْحَ مِنْهُمَا الأَقْدَارُ
أَلْيَنُهُمْ عَرِيْكَةً فِي الأُمَّهْ
جَلِيْسُهُ أَنَّ سِوَاهُ أَقْرَبُ
فِي خِدْرِهَا، لِشِدَّةِ الْحَيَاءِ
إِلَى السَّمَاءِ، خَافِضٌ إِذْ يَنْظُرُ
دَاعِيَهُ: بَعِيْدٌ أَوْ قَرِيْبُ
وَأَرْحَمُ النَّاسِ بِكُلِّ مُؤْمِنِ
يُصْغِي لَهَا الإِنَاءَ غَيْرَ مَرَّهْ
أَيْدِيَ مَنْ لَيْسَ لَهُنَّ يَمْلِكُ
أَيْدِيَهُنَّ، بَلْ كَلاَمٌ صَالِحُ
لَيْسَ يَمُدُّ رِجْلَهُ اِحْتِرَاماً:
رُكْبَتَهُ عَلَى الْجَلِيْسِ يُكْرِمُ
طَبْعاً، وَمَنْ خَالَطَهُ أَحَبَّهُ
فِي حَاجَةٍ، مِنْ غَيْرِ مَا أَنَفَةِ
يَحْلُبُ شَاتَهُ، وَلَنْ يَعِيْبَهُ
يَقْطَعُ بِالسِّكِّيْنِ لَحْماً قُدِّمَا
عَلَى إِكَافٍ، غَيْرَ ذِي اِسْتِكْبَارِ
عِيَادَةِ الْمَرِيْضِ حَوْلَهُ الْمَلاَ
وَيُكْرِمُ الْكِرَامَ إِذْ يَأْتُونَا
جَلِيْسُهُ، بَلْ بِالرِّضَا يُوَاجِهُهْ
يَجْلِسُ فِي الأَكْلِ مَعَ الأَرِقَّا
يُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ الإِتْيَانِ
دَوْسٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُجَّارِ
وَلَيْسَ لَعَّاناً نَبِيُّ الرَّحْمَةْ»
وَأْتِ بِهِمْ»، فَأَصْبَحُوْا رُؤُوسَا
وَلاَ بَخِيْلاً لاَ وَلاَ جَبَانَا
خُيِّرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ إِثْمَا
ضَحِكُهُ تَبَسُّمٌ يُبْدِيْهِ
|