وضع اليد اليمنى على اليسرى بعد الركوع
قال إمامنا أحمد بن حنبل رضي الله عنه في وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع : ”إن وضعهما فلا بأس وإن أرسلهما فلا بأس”.
واختار كثير من فقهاء الحنابلة استحباب وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع منهم القاضي أبو يعلى،
واستحب الإمام ابن حزم وضع اليمنى على اليسرى في وقوفه كله في الصلاة وظاهر عبارته أنه يشمل ما بعد الركوع.
واستحب الكاساني الحنفي وضع اليمنى على اليسرى في القيام الذي له قرار ( أي طمأنينة ) ثم رجح أن القيام الذي بعد الركوع له قرار خلافا لمذهبه.
وعامة مشايخنا الحنابلة المتأخرين كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين والشيخ ابن غديان والشيخ ابن قعود رحمهم الله يستحبون وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع ورأيتهم يضعونها في صلاتهم وهذا هو الراجح للأدلة الآتية :
1- عموم الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ، وهذا يشمل جميع هيئات الصلاة وهي القيام والقعود والركوع والسجود ،ثم جاءت أدلة تستثني الركوع والسجود والقعود وتثبت لليدين وضعا خاصا فيها فلم يبق إلا القيامان فيدخلان في العموم.
2- عموم الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة، وما بعد الركوع سماه النبي صلى الله عليه وسلم قياما في حديث المسيء صلاته فقال: ارفع حتى تطمئن قائما.
3- قوله صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته ارفع حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ، والمراد قطعا إلى موضعه قبل الركوع وهو الوضع ، ولا يمكن أن يكون المراد موضعه قبل الصلاة لأنه ليس له موضع محدد قبل الصلاة لاشرعا ولاعرفا.
|