صفحة جديدة 1
وخرجت أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- حَاجَّةً، وقد سئمت المُقام بالمدينة مع
هذه الفِتَن، وطلبت من أخيها محمد بن أبي بكر أن يتبعها فأَبَى لأنه كان من
المنحرفين عن عثمان-رضي الله عنه-..
فقال له حنظلة الكاتب: تستتبعك أم المؤمنين ولا تتبعها، ثم تتبع ذؤبان العرب إلى ما
لا يحلّ؟! وإن هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبك عليه بنو عبد مناف..
وأمر عثمان عبد الله بن عباس-رضي الله عنهم- أن يَحُج بالناس، فقال: قتال هؤلاء
أحبُّ إليّ من الحج..
فعزم عليه إلا ما أطاع فخرج للحج وكتب معه كتاباً يعلم بالمسلمين أمره ونصه عن
الطبري:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
من عبد الله عثمان أمير المؤمنين.. سلام عليكم
فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد فإني أُذَكركم بالله جل وعز
الذي أنعم علينا وعليكم بالإسلام وهداكم من الضلالة وأنقذكم من الكفر وأراكم
البينات وأوسع عليكم من الرزق ونصركم على العدو وأسبغ عليكم نعمته؛
فإن الله عز وجل يقول وقوله الحق:
﴿وَإِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾[إبراهيم:34].
وقال عز وجل:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل
عمران:102]
﴿وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ﴾[آل عمران:103]
﴿وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[آل
عمران:104]
﴿وَلا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ
الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[آل
عمران:105]..
وقال وقوله الحق: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا﴾[المائدة:7]..
وقال وقوله الحق:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[الحجرات:6]
﴿وَاعْلَمُوا
أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ
لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾[الحجرات:7]
﴿فَضْلًا
مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[الحجرات:8]
وقال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ
اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي
الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[آل
عمران:77]
وقال وقوله الحق: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[التغابن:16]
وقال وقوله الحق: ﴿وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل:91]
﴿وَلا
تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى
مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾[النحل:92]
﴿وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ
وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[النحل:93]
﴿وَلا
تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ﴾[النحل:94]
﴿وَلا
تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[النحل:95]
﴿مَا
عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[النحل:96]..
وقال قوله الحق: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾[النساء:59]..
وقال وقوله الحق: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[النور:55]..
وقال وقوله الحق: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ
إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ
فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ
فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[الفتح:10]..
أما بعد..
فإن الله عز وجل رضي لكم السمع والطاعة والجماعة، وحذّركم المعصية والفُرقة
والاختلاف، ونبّأكم ما قد فعله الذين من قبلكم وتقدّم إليكم فيه ليكون له الحُجة
عليكم إن عصيتموه، فاقبلوا نصيحة الله عز وجل واحذروا عذابه، فإنكم لن تجدوا أُمّة
هلكت إلا من بعد أن تختلف إلا أن يكون لها رأس يجمعها، ومتى ما تفعلوا ذلك لا
تقيموا الصلاة جميعاً، وسُلِّطَ عليكم عدوكم ويَسْتَحِلّ بعضكم حُرَم بعض، ومتى
يُفْعَل ذلك لا يقم لله سبحانه وتعالى دين وتكونوا شَيَعاً، وقد قال الله عز وجل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا
لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ
بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾[الأنعام:159]..
وإني أوصيكم بما أوصاكم الله وأُحذركم عذابه فإن شعيباً صلى الله عليه وسلم قال
لقومه:
﴿َيَا
قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ
نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ
بِبَعِيدٍ﴾[هود:89]
﴿وَاسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾[هود:90].
أما بعد..
فإن أقواماً ممَّنْ كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس أنما يدعون إلى كتاب الله
عز وجل والحق ولا يريدون الدنيا ولا منازعةً فيها، فلمّا عُرِضَ عليهم الحق إذا
الناس في ذلك شَتّى؛ منهم آخذ للحق ونازع عنه حتى يُعْطاه، ومنهم تارك للحق ونازل
عنه في الأمر يريد أن يبتزه بغير الحق، طال عليهم عمري وَرَاثَ عليهم أملهم الإمرة
فاستعجلوا القدر، وقد كتبوا إليكم أن قد رجعوا بالذي أعطيتهم ولا أعلم أني تركتُ من
الذي عاهدتهم عليه شيئاً، كانوا زعموا أنهم يطلبون الحدود فقلتُ: أَقِيموها على
مَنْ علمتم أنه تعداها، أقيموها على مَنْ ظلمكم من قريب أو بعيد..
قالوا: كتاب الله يُتلى، فقلتُ: فَلْيَتْله مَنْ تلاه غير غال فيه بغير ما أنزل
الله في الكتاب، وقالوا: المحروم يُرْزَق والمال يُوفَى ليُسْتَنّ فيه السُّنة
الحسنة، ولا يُعْتَدى في الخُمُس ولا في الصدقة، ويُؤَمَّر ذو القوة والأمانة،
وتُرَدّ مظالم الناس إلى أهلها؛ فرضيت بذلك واصطبرت له، وجئت نسوة النبي صلى الله
عليه وسلم وآله وسلم حتى كلمتهن فقلت: ما تأمرنني؟
فقلن: تُؤَمِّر عمرو بن العاص وعبد الله بن قيس، وتدع معاوية -فإنما أَمَّرَه أمير
قبلك- فإنه مُصْلِح لأرضه، راضٍ به جُنْده، واردد عَمْراً فإن جنده راضون به،
وأَمُره فليصلح أرضه..
فكل ذلك فعلتُ، وإنه اعْتُدِيَ عليّ بعد ذلك، وعُدِي على الحق، كتبتُ إليكم وأصحابي
الذين زعموا في الأمر واستعجلوا القدر ومنعوا مني الصلاة وحالوا بيني وبين المسجد
وابتزوا ما قدروا عليه بالمدينة، كتبتُ إليكم كتابي هذا وهم يُخَيِّرونني بين ثلاث؛
إمّا يُقيدونني بكل رجل أصبته خطأ أو صواباً غير متروك منه شيء، وإمّا أعتزل الأمر
فيُؤَمِّرون آخر غيري، وإمّا يُرسلون إلى مَنْ أطاعهم من الأجناد وأهل المدينة
فيتبرءون من الذي جعل الله سبحانه وتعالى لي عليهم من السمع والطاعة..
فقلت لهم: أمّا إقادتي من نفسي فقد كان مِنْ قبلي خلفاء تُخِطئ وتصيب فلم يُسْتَقَد
أحد منهم، وقد علمتُ أنمّا يريدون نفسي..
وأمّا أن أتبرأ من الإمارة؛ فإن يُكلبوني أحب إليّ من أن أتبرأ من عمل الله عز وجل
وخلافته..
وأمّا قولهم: (يرسلون إليّ الأجناد وأهل المدينة يتبرءون من طاعتي)؛ فلست عليهم
بوكيل ولم أكن استكرهتهم من قبل على السمع والطاعة، ولكن أتوا طائعين يبتغون مرضاة
الله عز وجل وإصلاح ذات البين، ومَنْ يكن منكم إنما يبتغي الدنيا فليس بنائل منها
إلا ما كتب الله عز وجل له، ومَنْ يكن إنما يريد وجه الله والدار الآخرة وصلاح
الأمة وابتغاء مرضاة الله عز وجل والسُّنة الحسنة التي استنّ بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم والخليفتان من بعده رضي الله عنهما فإنما يجزي بذلكم الله وليس بيدي
جزاؤكم، ولو أعطيتكم الدنيا كلها لم يكن ثمن لدينكم ولم يُغنِ عنكم شيئاً..
فاتقوا الله واحتسبوا ما عنده فمن يرضى بالنُّكْث منكم فإني لا أرضاه له ولا يرضى
الله سبحانه أن تنكثوا عهده..
وأمّا الذي يُخيرونني فإنما كله النزع والتأمير، فملكت نفسي ونظرت حكم الله وتغيير
النعمة من الله سبحانه، وكرهت سُنة السوء وشقاق الأمة وسفك الدماء..
فإني أنشدكم الله والإسلام ألا تأخذوا إلا الحق وتعطوه مني، وترْك البغي على أهله،
وخذوا بيننا بالعدل كما أمركم الله عز وجل..
فإني أنشدكم الله سبحانه الذي جعل عليكم العهد والمؤازرة في أمر الله فإن الله
سبحانه قال-وقوله الحق-:
﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾[الإسراء:34]
فإن هذه معذرة إلى ربكم ولعلكم تذَكرون.
أما بعد..
فإني لا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم، وإن
عاقبت أقواماً فما ابتغي بذلك إلا الخير وإني أتوب إلى الله عز وجل من كل ما عملته
واستغفره إنه لا يغفر الذنوب إلا هو، إن رحمة ربي وسعت كل شيء، إنه لا يقنط من رحمة
الله إلا القوم الضالون، وإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما
تفعلون، وأنا أسأل الله عز وجل أن يغفر لي ولكم وأن يؤلف قلوب هذه الأمة على الخير
ويُكَرّه إليها الفسق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المؤمنون والمسلمون..
فقرأه عليهم ابن عباس يوم التروية..