صفحة جديدة 8
6078 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن زيد بن وهب،
عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده، وليس معه
إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت
فرآني، فقال:
(من هذا).
قلت: أبو ذر، جعلني الله فداءك، قال:
(يا أبا ذر تعال).
قال: فمشيت معه ساعة، فقال:
(إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه يمينه
وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً).
قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي:
(اجلس ها هنا).
قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي:
(اجلس ها هنا حتى أرجع إليك).
قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل
وهو يقول:
(وإن سرق، وإن زنى).
قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب
الحرة، ما سمعت أحداً يرجع إليك شيئا؟ قال:
(ذلك جبريل عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك
بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم).
قال: قلت: وإن سرق، وإن زنى؟ قال:
(نعم، وإن شرب الخمر).
قال النضر: أخبرنا شُعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع:
حدثنا زيد بن وهب: بهذا.
قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مرسل لا يصح، إنما أردنا
للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر.
قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح،
والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله
إلا الله، عند الموت.
[ر:2258]