التكفيري والتكفيريون
أرسل إليّ أحد الطلاب- هدانا الله وإياه إلى الحق والخير- يقول لي: أحذرك من الشيخ فلان لأنه تكفيري، وأنا لا أعرف أن هذا الشيخ كفر أحداً سوى مَنْ كفره الله ورسوله عليه الصلاة والسلام كاليهود والنصارى وتارك الصلاة، ومن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الإمام ابن عبد الوهاب وذكر أدلتها من الكتاب والسنة، ويراعي الضوابط التي ذكرها أهل العلم في التفريق بين تكفير النوع والمعين، فعلى أي أساس سهل على هذا الطالب إطلاق تهمة (تكفيري) عليه بمنتهى السهولة؟
فقلت لهذا الطالب: إني لازمت شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله 8 سنوات كاملة أحضر دروسه باستمرار ووالله ما سمعته يتلفظ بكلمة تكفيري ولا يتهم بهذه التهمة أحدا قط، وزيادة في التأكد دخلت على موقع الشيخ ابن باز وفيه آلاف الفتاوى والمقالات التي كتبها الشيخ وبحثت عبر خاصية البحث في الموقع عن كلمات (تكفيري - تكفيريون - تكفيريين) فلم أجد نتيجة واحدة، فهل كان زمن ابن باز خالياً من التكفيريين؟ أو كان ابن باز أقل حرصا على بيان العقيدة الصحيحة منهم؟
فسبحان الله كثر في هذا الزمن عند بعض الطلاب المبتدئين في طلب العلم اتهام مَنْ خالفهم في اجتهاد فقهي أو دعوي بأنه تكفيري بنبرة تحريضية..
وتجد هذه الكلمة تتكرر على لسانهم آلاف المرات ولا تخلو منها خطبة من خطبهم أو مقالة من مقالاتهم من التحذير من التكفيريين مع إلصاق هذه التهمة زورا وبهتانا بكل مَنْ خالفهم في مسائل جزئية إما يسوغ فيها الخلاف وإما لا يسوغ وأخطؤوا لكن خطؤهم لا يسوغ التحريض عليهم وبهتهم بهذه التهمة، فأرجو من أحبابنا وإخواننا صيانة ألسنتهم والتثبت في أقوالهم، وبالله التوفيق . |