صفحة جديدة 15
باب في قتال أهل البغي
قال الله تعالى:
﴿وَإِنْ
طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ﴾ فأوجب تعالى في هذه الآية
الكريمة على المؤمنين قتال الباغين إذا لم يقبلوا الصلح.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من
أتاكم، وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يفرق جماعتكم؛ فاقتلوه» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:
«من
خرج على أمتي وهم جميع، فاضربوا عنقه بالسيف، كائنا من كان» رواه مسلم أيضا.
وأجمع الصحابة على قتال الباغي.
والبغي في الأصل معناه الجور
والظلم والعدول عن الحق؛ فأهل البغي هم أهل الجور والظلم والعدول عن الحق ومخالفة
ما عليه أئمة المسلمين، ذلك أنه لا بد سليمان من جماعة وإمام، قال تعالى:
﴿وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال تعالى:﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أوصيكم
بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد» وهذا من الضروريات؛ لأن بالناس
حاجة إلى ذلك؛ لحماية البيضة، والذب عن الحوزة، واقامة الحدود، واستيفاء الحقوق،
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا
للدنيا إلا بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصالحهم إلا باجتماع الجماعة بعضهم إلى بعض،
ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، وقد أوجبه الشارع في الاجتماع القليل العارض؛
تنبيها بذلك على أنواع الاجتماع -
وقال رحمه الله: من المعلوم أن
الناس لا يصلحون إلا بولاة، ولو تولى من الظلمة، فهو خير لهم من عدمهم؛ كما يقال:
سنة من إمام جائر خير من ليلة بلا إمارة...، انتهى.
فإذا خرج على الإمام قوم لهم
شوكة ومنعة بتأويل مشتبه يريدون خلعه أو مخالفته وشق عصا الطاعة وتفريق الكلمة؛ فهم
بغاة ظلمة؛ فيجب على الإمام أن يراسلهم فيسألهم عما ينقمون عليه، فإن ذكروا مظلمة،
أزالها، وإن ادعوا شبهة؛ كشفها؛ لقوله تعالى:
﴿فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا﴾
والإصلاح إنما يكون بذلك، فإن
كان ما ينقمون منه مما لا يحل فعله، أزاله، وإن كان حلالا، لكن التبس عليهم،
فاعتقدوا أنه مخالف للحق، بين لهم دليله، وأظهر لهم وجهه، فإن فاءوا ورجعوا إلى
الحق والتزموا الطاعة؛ تركهم، وإن لم يرجعوا، قاتلهم وجوبا، وعلى رعيته معونته؛
لقوله تعالى:
﴿فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ فيجب قتالهم حتى يندفع شرهم؛
وتطفأ فتنتهم. -
ويتجنب في قتالهم الأمور
التالية:
باب في قتال أهل البغي
قال الله تعالى:﴿وَإِنْ
طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ﴾ فأوجب تعالى في هذه الآية
الكريمة على المؤمنين قتال الباغين إذا لم يقبلوا الصلح.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من
أتاكم، وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يفرق جماعتكم؛ فاقتلوه» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:
«من
خرج على أمتي وهم جميع، فاضربوا عنقه بالسيف، كائنا من كان» رواه مسلم أيضا.
وأجمع الصحابة على قتال الباغي.
والبغي في الأصل معناه الجور
والظلم والعدول عن الحق؛ فأهل البغي هم أهل الجور والظلم والعدول عن الحق ومخالفة
ما عليه أئمة المسلمين، ذلك أنه لا بد سليمان من جماعة وإمام، قال تعالى:
﴿وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أوصيكم
بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد» وهذا من الضروريات؛ لأن بالناس
حاجة إلى ذلك؛ لحماية البيضة، والذب عن الحوزة، واقامة الحدود، واستيفاء الحقوق،
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا
للدنيا إلا بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصالحهم إلا باجتماع الجماعة بعضهم إلى بعض،
ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، وقد أوجبه الشارع في الاجتماع القليل العارض؛
تنبيها بذلك على أنواع الاجتماع-
وقال رحمه الله: من المعلوم أن
الناس لا يصلحون إلا بولاة، ولو تولى من الظلمة، فهو خير لهم من عدمهم؛ كما يقال:
سنة من إمام جائر خير من ليلة بلا إمارة...، انتهى.
فإذا خرج على الإمام قوم لهم
شوكة ومنعة بتأويل مشتبه يريدون خلعه أو مخالفته وشق عصا الطاعة وتفريق الكلمة؛ فهم
بغاة ظلمة؛ فيجب على الإمام أن يراسلهم فيسألهم عما ينقمون عليه، فإن ذكروا مظلمة،
أزالها، وإن ادعوا شبهة؛ كشفها؛ لقوله تعالى:﴿فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا﴾.
والإصلاح إنما يكون بذلك، فإن
كان ما ينقمون منه مما لا يحل فعله، أزاله، وإن كان حلالا، لكن التبس عليهم،
فاعتقدوا أنه مخالف للحق، بين لهم دليله، وأظهر لهم وجهه، فإن فاءوا ورجعوا إلى
الحق والتزموا الطاعة؛ تركهم، وإن لم يرجعوا، قاتلهم وجوبا، وعلى رعيته معونته؛
لقوله تعالى:
﴿فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ فيجب قتالهم حتى يندفع شرهم؛
وتطفأ فتنتهم. -
ويتجنب في قتالهم الأمور
التالية:
أولا: يحرم قتالهم بما يعم؛ كالقذائف المدمرة.
ثانيا: يحرم قتل ذريتهم ومدبرهم وجريحهم ومن ترك القتال منهم.
ثالثا: من أسر منهم؛ حبس حتى تخمد الفتنة.
رابعا: لا تغنم أموالهم؛ لأنها كأموال غيرهم من المسلمين، لا يجوز
اغتنامها؛ لبقاء ملكهم عليها، وبعد انقضاء القتال وخمود الفتنة من وجد منهم ماله
بيد غيره؛ أخذه، وما تلف منه حال الحرب؛ فهو هدر، ومن قتل من الفريقين في الحرب غير
مضمون.
قال الزهري: هاجت الفتنة
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، فأجمعوا أنه لا يقاد أحد، ولا يؤخذ
مال على تأويل القرآن؛ إلا ما وجد بعينه. انتهى.
وقال في الإفصاح: اتفقوا على
أن ما يتلفه أهل العدل على أهل البغي؛ فلا ضمان فيه، وما يتلفه أهل البغي كذلك.
وإن اقتتلت طائفتان من
المسلمين، ولم تكن واحدة منهما في طاعة الإمام، بل لعصبية بينهما، أو طلب رئاسة،
فهما ظالمتان؛ لأن كلا منهما باغية على الأخرى؛ حيث لا ميزة لواحدة منهما، فتضمن كل
واحدة منهما ما أتلفته على الأخرى، وإن كانت إحداهما تقاتل بأمر الإمام. فهي محقة،
والأخرى باغية كما سبق.
وإن أظهر قوم رأي الخوارج
كتكفير مرتكبي الكبيرة، واستحلال دماء المسلمين، وسب الصحابة؛ فإنهم يكونون خوارج
بغاة فسقة، فإن أضافوا إلى ذلك الخروج عن قبضة إمام المسلمين؛ وجب قتالهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله في الخوارج: أهل السنة متفقون على أنهم مبتدعة، وأنه يجب قتالهم بالنصوص
الصحيحة، بل قد اتفق الصحابة على قتالهم، ولا خلاف بين علماء السنة أنهم يقاتلون مع
أئمة العدل، وهل يقاتلون مع أئمة الجور؛ نقل عن بعض أهل العلم أنهم يقاتلون، وكذلك
من نقض العهد من أهل الذمة، وهو قول الجمهور، وقالوا: يغزى مع كل أمير برا كان أو
فاجرا إذا كان الغزو الذي يفعله جائزا، فإذا قاتل الكفار أو المرتدين أو ناقضي
العهد أو الخوارج قتالا مشروعا؛ قوتل معه، وإن كان قتالا غير جائز، لم يقاتل معه
انتهى كلامه.
وإن لم يخرج هؤلاء الذين أظهروا
رأي الخوارج عن قبضة الإمام، ولم يشقوا عصا الطاعة، لم يقاتلوا، وأجريت عليهم أحكام
الإسلام، لكن يجب تعزيرهم، والإنكار عليهم، وعدم تمكينهم من إظهار رأيهم ونشر
بدعتهم بين المسلمين.
هذا على القول بعدم تكفيرهم،
كما عليه الجمهور، وأما من يرى كفر الخوارج، فإنه يجب عنده قتالهم بكل حال.