صفحة جديدة 9
ومن لم يَتَوقَّ النَّفْيَ والتشْبِيهَ، زلَّ
ولمْ يُصِب التنْـزِيهَ. فَإنَّ رَبَّنا جّلَّ وعَلا موصوفٌ بصفاتِ
الوحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعوتِ الفَرَدَانِيَّةِ، ليسَ في معناهُ أحَدٌ من
البَرِيَّةِ.
وتَعالَى عَنِ الحدُودِ والغَاياتِ ، والأرْكانِ
والأعْضَاءِ والأدَواتِ، لا تَحويهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ.
والمِعْرَاجُ حقٌّ، وقَدْ أُسْرِيَ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
وَعُرِجَ بِشَخْصِهِ في اليقَظَةِ إلى السَّماءِ، ثُمَّ إلى حيث شاءَ الله مِنَ
العُلا، وأكْرَمَهُ الله بِمَا شَاءَ، وأوْحَى إليْهِ مَا أَوْحَى
﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾[النجم:11].
فَصَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ في الآخِرَةِ والأولَى.