صفحة جديدة 10
باب ما جاء في النشرة
عن جابر
رضي الله عنه
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سُئل عن النُّشرة فقال:
«هي
من عمل الشيطان» رواه أحمد بسند جيد. وأبو
داود.
وقال: سُئل أحمد عنها فقال:
ابن مسعود يكره هذا كله.
وفي "البخاري" عن قتادة: قلت
لابن المسيب: رجل به طب أو يُؤخَّذ عن امرأته، أيُحلُّ عنه أو يُنشَّر؟ قال: لا بأس
به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه. أ.هـ.
ورُوي عن الحسن أنه قال: لا يحل
السحر إلا ساحر.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يُحمل قول الحسن،
فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يُحب، ويبطل عمله عن المسحور.
والثاني:
النُّشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن النشرة.
الثانية: الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الأشكال.
وقول الله تعالى:
﴿أَلا
إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾[الأعراف:131]
وقوله:
﴿قَالُوا
طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ..﴾[يس:19] الآية.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لا
عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر». أخرجاه.
زاد مسلم: (ولا نوء، ولا غول).
ولهما عن أنس رضي الله عنه أنه
قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«لا عدوى ولا طيرة،
ويعجبني الفأل» قالوا: وما الفأل؟ قال:
«الكلمة الطيبة».
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكرت الطيرة عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال:
«أحسنها
الفأل، ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا
أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك».
وعن ابن مسعود
رضي الله عنه
مرفوعاً:
«الطيرة
شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يُذهبه بالتوكل»
رواه أبو داود، والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود
رضي الله عنه.
ولأحمد من حديث ابن عمرو:
«مَن
ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك» قالوا: فما
كفارة ذلك؟ قال
صلى الله عليه وسلم:«أن يقول: اللهم لا
خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك».
وله من حديث الفضل بن عباس
رضي الله عنه:
«إنما الطيرة ما
أمضاك أو ردك».
فيه مسائل:
الأولى:
التنبيه على قوله:
﴿أَلا
إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾[الأعراف:131]
مع قوله: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾[يس:19].
الثانية: نفي العدوى.
الثالثة: نفي الطيرة.
الرابعة: نفي الهامة.
الخامسة: نفي الصفر.
السادسة: أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب.
السابعة: تفسير الفأل.
الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله
بالتوكل.
التاسعة: ذِكْر ما يقوله مَن وجده.
العاشرة: التصريح بأن الطيرة شرك.
الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة.