صفحة جديدة 1
وَقَوْلُهُ: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
نَاضِرَةٌ﴾[القيامة:22]
﴿إِلَى
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾[القيامة:23].
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ
يَنظُرُونَ﴾[المطففين:23].
وَقَوْلُهُ: ﴿لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾[يونس:26].
وَقَوْلُهُ تعالى:
﴿لَهُمْ
مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾[ق:35].
وَهَذَا الْبَابُ فِي كِتَابِ الله
كَثِيرٌ، مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ طَالِباً
للْهُدَى مِنْهُ؛ تَبَيَّنَ لَهُ
طَرُيقُ الْحَق.
ثُمَّ في سُنَّةِ رَسُولِ الله
صلى الله عليه وسلم فالسُّنة تُفَسِّرُ الْقُرآنَ، وتُبَيِّنُهُ، وتَدُلُّ عَلَيْهِ،
وتُعَبِّرُ عَنْهُ، وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم
بِهِ رَبَّهُ مِنَ
الأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ
بِالْقَبُولِ؛ وَجَبَ الإيمَانُ بِهَا كَذَلِك: فمن ذلك مِثْلُ قَوْلِهِ
صلى الله عليه وسلم:
«يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى سَمَاءِ
الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ
حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي
فَأسْتَجِيبَ
لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي
فَأَغْفِرَ لَهُ؟»
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«لَلَّهُ أَشَدُّ
فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهُ المؤمن التائب مِنْ أَحَدِكُمْ
بِرَاحِلَتِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ
يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ كلاهما يَدْخُلان الْجَنَّةَ أو كلاهما يدخل
الْجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«عَجِبَ
رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرَهِ، يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ أَزَلينَ
قَنِطِينَ، فَيَظَلّ ينظر إليكم يَضْحَكُ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ» حَدِيثٌ
حَسَنٌ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«لا تَزَالُ جَهَنَّمُ
يُلْقَى فِيهَا وهي تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ
فِيهَا رِجْله.. (وفي رواية حتى يضع رب العزة عليها قَدَمه) فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا
إلَى
بَعْضٍ، فتَقُولُ: قَط قَط» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«يَقُولُ الله
تعالى: يَا آدَمُ! فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادِي
بِصَوتٍ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِن ذُرِّيَّتِكَ بَعْثاً إلَى
النَّارِ» مُتَّفقٌ عَلَيْهِ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«مَا مِنْكم أَحَدٍ إلاَّ وسَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ
وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ».
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم
فِي رُقْيَةِ الْمَرِيضِ:
«رَبَّنَا الله الَّذِي فِي
السَّمَاءِ، تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ،
كَمَا
رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَرْضِ، اغْفِرْ لَنَا
حُوبَنَا وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ
رَحْمَتِكَ، وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجِعِ؛ فَيَبْرَأَ» حديث حسن، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وغيره.
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا
أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ»
حديث صحيح.
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«وَالْعَرْشُ فَوْقَ
ذلك، وَاللهُ فَوْقَ العرش، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْه» حديث حسن، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وغيره.
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم لُلْجَارِيَة:
«أيْنَ اللهُ؟» قَالَتْ: فِي
السَّمَاءِ قَالَ:
«مَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ
رَسُولُ الله قَالَ
صلى الله عليه وسلم:
«أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»
رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«أَفْضَلُ الإِيمَانِ أَنْ
تَعْلَمَ أَنَّ اللهَ مَعَكَ
حَيْثُمَا كُنْتَ» حَدِيثٌ حَسَنٌ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى
الصَّلاةِ فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ فَإِنَّ
اللهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«اللهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ
السَّبْعِ، والأرض، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ
كُلِّ
شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنزلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
وَالقرآن، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نفسي ومن شر كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ
آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ
الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ،
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ؛ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي
مِنَ الْفَقْرِ» رواه مُسْلِمٌ
وَقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم
لَمَّا رَفَعَ
الصَّحَابَةُ أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ:
«أَيُّهَا النَّاسُ!
ارْبِعُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، إِنَّمَا
تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً، إِنَّ الَّذي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى
أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وقَوْلُهُ
صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ، لاَ
تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ،
فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن ألاَّ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا؛ فَافْعَلُوا» مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ
إِلَى
أَمْثَالِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ الَّتِي يُخْبِرُ
فِيهَا رِسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم
عَن رَّبِهِ بِمَا يُخْبِرُ
بِهِ، فَإِنَّ
الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ،
كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ
غَيْرِ تَحْرِيفٍ
وَلا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ..