صفحة جديدة 3
لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ
كُفْءَ لَهُ، وَلاَ نِدَّ لهُ ولاَ يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سبحانه وتعالى.
فَإنَّهُ سبحانه أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ
قِيلاً، وَأَحْسَنُ حَدِيثاً مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ رُسُلُه صَادِقُونَ
(مَصْدُقُون) مُصَدَّقُون؛
بِخِلاَفِ الَّذِينَ يَقُولُونَ
عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ.
وَلِهَذَا قَالَ سبحانه:
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُون َ﴾[الصافات:180]
﴿وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾[الصافات:181]
﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ﴾[الصافات:182]
فَسَبَّحَ نَفْسَهُ عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ
عَلَى الْمُرْسَلِينَ؛ لِسَلاَمَةِ مَا قَالُوهُ مِنَ النَّقْصِ
وَالْعَيْبِ.
وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيما وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ
بينَ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ.
فَلاَ عُدُولَ لأَهْلِ السُّنَّةٌ
وَالْجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ؛ فَإِنَّهُ الصِّرَاطُ
الْمُسْتَقِيمُ، صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصَالِحِينَ.