صفحة جديدة 4
وبملاحظة تقطيع البيت نرى أننا صورنا التنوين نونًا ساكنة، وصورنا الإشباع للكسرة
ياء، وكوَّنَّا البيت أجزاء قابلناها بأجزاء الميزان غير مراعين صور الكلمات
الأصلية في الشعر.
2- الأسباب والأوتاد:
إذا نظرت في أجزاء الميزان الشعري وجدتها تتألف من مقاطع، وقد يتكون المقطع من
حرفين: متحرك فساكن، أو من متحركين، وقد يتكون من ثلاثة حروف متحركين فساكن، أو
متحركين بينهما ساكن: فالجزء مستفعلن مكون من ثلاثة مقاطع: مس، تف، علن. والجزء
متفاعلن مقاطعه: مت، فا، علن. والجزء فاعلاتن مقاطعه: فا، علا، تن. والجزء فعولن
مقطعاه: فعو، لن، والجزء مستفع لن مقاطعه: مس، تفع، لن. والجزء فاع لاتن مقاطعه:
فاع، لا، تن.
ومن هنا عرفت أن تركيب: مستفعلن، غير تركيب: مستفع لن، وكذلك فاعلاتن غير فاع لاتن،
فبان لك أن الحكمة في فصل مقاطع الجزأين مستفع لن، فاع لاتن؛ هي الدلالة على كيفية
تكون مقاطعهما.
والمقطع المكون من حرفين يمسى: سببًا، وهو خفيف إن كان الثاني من الحرفين ساكنًا
مثل: فاع، من فاعلن، وفا أو تن من فاعلاتن، وإن كان الثاني من الحرفين متحركًا
سُمّي السبب ثقيلًا مثل: مت، في متفاعلن.
وإن تكوَّن المقطع من ثلاث أحرف سمى وتدًا، فإن كان الساكن بعد
المتحركين فهو الوتد المجموع مثل: علن، في فاعلن، وفعو في فعولن، وعلا في فاعلاتن،
وإن كان الساكن بين المتحركين سُمّي وتدًا مفروقًا مثل: فاع، من فاع لا تن، و: لات،
من مفعولات.
وبعضهم يسمي اجتماع السببين الثقيل فالخفيف: فاصلة صغرى، مثل: متفا، في متفاعلن،
واجتماع السب الثقيل فالوتد المجموع: فاصلة كبرى مثل أن تصير مستفعلن بعد حذف سينها
وفائها إلى: متعلن، وقد جمع بعضهم أمثلة هذه الأنواع الستة: السبب الخفيف، السبب
الثقيل، الوتد المجموع، الوتد المفروق، الفاصلة الصغرى، الفاصلة الكبرى في قوله: لم
أرَ على ظهر جبل سمكةً.
تمارين
تمرين-1
...
تمرين -1
زن الكلمات الآتية بالميزان الشعري بعد كتابتها برسم التقطيع:
ساجد، كريم، مستطلع، متعاظم، والدات، معاهدة، كتاب، هذا أبي.
أقبل على فعل الخير، أحسن إلى هذا الرجل، لنا كتب نطالعها، هذه الموءودات ما ذنبها؟
مناصحة وإرشاد، صلاح، ما لذة العيش إلا لمن يقنع.
تمرين -2
أَنْشِئ كلمات أو تعابير توازن هذه التفاعيل:
فعولن، مستفعلن، مفاعيلن، فاعلاتن، مفاعلتن.
تمرين -3
زن الأبيات الآتية على ما عرفت من الطريقة السابقة:
ألا يا صبا نجد متى هِجت من نجد ... لقد زادني مَسراك وجدًا على وجد
يا لبكر أنشروا لي كليبًا ... يا لبكر أين أين الفرارُ؟
وإذا صحوت فما أُقصِّر عن ندى ... وكما عَلِمْتَ شمائلي وتكرُّمي
يعز على الأحبة بالشَّآم ... حبيب بات ممنوع القيام
تمرين -4
بيِّن ما في التفاعيل الآتية من الأسباب والأوتاد والفواصل:
مستفعلن، فاعلاتن، فعولن.
الزحاف والعلة
مبحث
...
الزحاف والعلة
تجري على تفاعيل الميزان الشعري تغييرات: كتسكين متحرك، أو حذفه أو حذف ساكن، أو
زيادته، أو حذف أكثر من حرف، أو زيادته، فهذا في مجموعه هو ما شمله اسم الزحاف
والعلة وقد فرقوا بينهما:
فالزحاف: كل تغيير يتناول ثواني الأسباب، ويكون بتسكين المتحرك أو حذفه، أو حذف
الساكن، ففي مثل متفاعلن؛ يكون بتسكين التاء فتصير متْفاعلن وتحول إلى مستفعلن1، أو
بحذفها فتصير مفاعلن، أو بتسكين التاء مع حذف الألف، فتصير متْفعلن وتحول إلى
مفْتعلن، وفي فاعلن يكون بحذف الألف فتصير فعلن، وحكم الزحاف؛ أنه إذا عرض في جزء
من الأجزاء لا يلزم في مقابله من أبيات القصيدة؛ فـ: فاعلن تكون في القصيدة الواحدة
مرة تامة، وأخرى محذوفة الألف، وكذلك: السين، والفاء، من مستفعلن تحذفان، أو
إحداهما في بيت من القصيدة، ولا يلزم ذلك في نظائرهما التي تقابلها في الوضع من
بقية القصيدة.
والزحاف قد يكون في التفعيلة مفردًا، وقد يكون مكَرَّرًا ويسمى حينئذ مزدوجًا
فالمزدوج كحذف السين والفاء من مستفعلن.
أما العلة: فتدخل على الأسباب والأوتاد، ومثالها في الأسباب حذف السبب في فعولن
فتصير فعو وتحول إلى فعل، ومثالها أيضًا في مفاعلتن حذف السبب الأخير منها مع تسكين
اللام في السبب الذي قبله فتصير مفاعل وتحول إلى فعولن.
ومثالها في الأوتاد زيادة ساكن على الوتد في فاعلن فتصير فاعلتن وتحول إلى فاعلان،
أو إسكان آخر الوتد المفروق في مفعولات فتصير
__________
1 القاعدة عند العروضيين: أنه إذا نال التفعيلة تغيير نُظر في الباقي منها فإن كان
قريبًا إلى صورة تفعيلة أخرى بقي على حاله، أو إلى صورة تفعيلة أصلية، أو إلى صورة
قريبة منها وسيمر بك من ذلك ما تدرك به قصدهم.
مفعولات وتحول إلى مفعولات، أو إسقاط هذا الحرف السابع فتصير مفعولا وتحول إلى
مفعولن.
وحكم العلل: أنها لا تقع أصالة إلا في العروض: آخر الشطر الأول، والضرب آخر الشطر
الثاني، وأنها إذا عرضت لزمت؛ فلا يباح للشاعر أن يتخلَّى عنها في بقية القصيدة