39- وأن ملاحيدَ الفلاسفةِ الأُلَى
|
|
يقولون بالفعل القديمِ بعِلّةِ
|
40- بغوا عِلّة في الكون بعد انعدامه
|
|
فلم يجدوا ذاكم فَضَلّوا بضلةِ
|
41- وإن مبادي الشر في كل أُمّة
|
|
ذوي مَلّة ميمونة نبويةِ
|
42- بخوضهموا في ذاكُمُ صار شِرْكهم
|
|
وجاء دروس البينات بفترةِ
|
43- ويكفيك نَقْضاً أن ما قد سألتَهُ
|
|
من العُذر مردودٌ لدى كل فِطرةِ
|
44- فأنت تعيب الطاعنين جميعهم
|
|
عليك وترميهم بكل مَذَمّةِ
|
45- وتَنْحل مَنْ والاك صَفْوَ مودةٍ
|
|
وتُبغض مَنْ ناواك من كل فِرْقة
|
46- وحالهم في كل قَوْل وفِعْلَة
|
|
كحالك - يا هذا - بأرجح حجة
|
47- وهَبْك كففتَ اللومَ عن كل كافرٍ
|
|
وكلِّ غَويٍّ خارجٍ عن محجة
|
48- فيلزمك الإعراضُ عن كل ظالمٍ
|
|
على الناس في نَفْس ومالٍ وحُرْمة
|
49- فلا تَغْضَبَنْ يوماً على سافكٍ دماً
|
|
ولا سارقٍ مالاً لصاحب فاقة
|
50- ولا شاتمٍ عِرْضاً مصوناً وإن علا
|
|
ولا ناكح فرجاً على وجه غَيّة
|
51- ولا قاطع للناس َنْهجَ سبيلِهم
|
|
ولا مُفْسدٍ في الأرض من كل وجهة
|
52- ولا شاهدٍ بالزور إفكاً وفِرْيةً
|
|
ولا قاذفٍ للمحصنات بزَنْيَة
|
53- ولا مُهْلِكٍ للحَرْث والنَّسْل عامداً
|
|
ولا حاكمٍ للعالمين برشوةِ
|
54- وكُفَّ لسان اللوم عن كل مُفْسدٍ
|
|
ولا تأخذنْ ذا جُرمةٍ بعقوبةِ
|
55- وسهِّل سبيل الكاذبين تعَمُّداً
|
|
على ربهم مِنْ كلِّ جاءٍ بفريةِ
|
56- وإن قصدوا إضلال مَنْ يستجيبهم
|
|
بِرومِ فسادِ النوع ثم الرياسةِ
|
57- وجَادِل عن الملعونِ فرعونَ إذ طغى
|
|
فأُغْرِق في اليم انتقاماً بغَضْبةِ
|
58- وكلِّ كَفورٍ مُشركٍ بإلههِ
|
|
وآخرَ طاغٍ كافرٍ بنبوةِ
|
59- كعادٍ ونمروذ وقومٍ لصالح
|
|
وقومٍ لنوح ثم أصحاب الآيكةِ
|
60- وخَاصِم لموسى ثم سائر مَنْ أتى
|
|
مِن الأنبياء مُحيياً للشريعة
|
61- على كونهم قد جاهَدوا الناس إذ بغوا
|
|
ونالوا مِن العاصي بليغ العقوبة
|
62- وإلا فكلُّ الخلقِ في كلِّ لفظةٍ
|
|
ولحظةِ عينٍ أو تَحَرُّك شعرةِ
|
63- وبطشة كفٍّ أو تخطي قُدَيْمَةٍ
|
|
وكلِّ حراكٍ بل وكل سُكَيْنَةِ
|
64- هم تحت أقدار الإلهِ وحُكمهِ
|
|
فما أنت فيما قد أتيت بحجةِ
|