صفحة جديدة 2
131 وهلْ تَبْدُوَنْ أعلامُها بعدَما سَفَتْ
على
رَبْعِها تِلكَ السَّوافِي فَتُعْلَمُ
132 وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ
خُضُوعًا
لَهم كَيْما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا
133 وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم
وطَيْرُ
منايا الحُبِّ فوقي تَحَوَّمُ
134 فيا أَسَفَى تَفْنَى الحياةُ وتَنْقَضي
وذا
العتْبُ باقٍ ما بَقِيتُمْ وعِشْتُمُ
135 فما منكمُ بُدٌّ ولا عنكم غِنًى
ومالِيَ
مِن صَبْرٍ فأسْلُوَ عنْكُمُو
136 ومَن شاءَ فلْيَغْضَبْ سِواكُم فلا أذًى
إذا
كنتمُو عن عبْدِكُمْ قدْ رَضِيتُمُو
137 وعُقْبَى اصْطِباري فِي هَواكُم حميدةٌ
ولكنها
عنكمْ عِقابٌ ومَأثَمُ
138 وما أنا بالشاكي لما ترتَضُونَهُ
ولكنَّنِي
أرضَى به و أُسَلِّمُ
139 وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُو
ألا
إنهُ حظٌّ عظيمٌ مُفَخَّمُ
140 إذا قيلَ هذا عبدُهُم ومُحِبُّهُم
تَهَلَّلَ
بِشْرًا وجهُهُ يَتَبَسَّمُ
141 وها هو قد أبدَى الضراعةَ سائلاً
لكمْ
بِلِسانِ الحالِ والقال(مُعْلَم) مُعْلِمُ
142 أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فإنهُ
لَمُظْمٍ
وإن الموردَ العَذْبَ أنْتُمُو
142 أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فإنهُ
لفي
ظمأ والمورد العذبُ أنتمو
143 فَيَا ساهِياً في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى
صريعَ
الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ
144 أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ
سِوى
جنةِ أو حرِّ نار تَضَرَّمُ
145 وبالسُّنَّة الغَرَّاء كنْ مُتمسِّكًا
هي
العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ
146 تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ
وعَضَّ
عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ
147 وَدَعْ عنكَ ما قد أَحْدَثَ الناسُ بَعدَها
فمَرْتعُ
هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ
148 وهَيِّئْ جوابًا عندما تسمعُ النِّدا
مِن
اللهِ يومَ العرضِ ماذا أجبْتُمُو
149 بِهِ رُسُلي لَمّا أتوْكُمْ فمَنْ يَكُنْ
أجابَ
سِواهمْ سوف يَخْزَى ويَنْدَمُ
150 وخُذ مِن تُقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ
ليومٍ
بِهِ تبدو عِيَانًا جهنمُ
151 ويُنْصَبُ ذاكَ الجسرُ من فوق مَتْنِها
فهاوٍ
ومَخدوشٌ وناجٍ مُسَلَّمُ
152 ويأتي إلَهُ العالمين لِوعْدِهِ
فيفْصِلُ
ما بين العبادِ ويَحْكُمُ
153 ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَهُ
فيا
بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ
154 ويُنْشَر دِيوانُ الحسابِ وتُوضَعُ الْـ
ـموازينُ
بالقِسطِ الذي ليس يَظلِمُ
155 فلا مُجرمٌ يَخشَى ظَلامةَ ذرَّةٍ
ولا
مُحسِنٌ مِن أجرِهِ (من أجله) ذاكَ يُهْضَمُ
156 وتشهَدُ أعضاءُ المسيءِ بما جَنَى
كذاكَ
على فِيهِ المهيمنُ يَختِمُ
157 فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندَما
تطايَرُ
كُتبُ العالمينَ وتُقسَمُ
158 أتأخذُ باليُمنَى كتابَكَ أمْ تَكُنْ
بِأخْرَى
وراءَ الظَّهْرِ منكَ تُسَلَّمُ
159 وتقرأُ فيه كلَّ شيءٍ عمِلْتَهُ
فيُشْرِقُ
منكَ الوَجْهُ أو هُوَ يُظْلِمُ
160 تقولُ كتابِي فاقرؤُوهُ فإنهُ
يُبَشِّرُ
بالفوزِ العظيمِ ويُعْلِمُ
161 فإنْ تكنِ الأخرى فإنكَ قائلٌ
ألَا
ليتنِي لَمْ أوتَه فهو مُغْرَمُ
162 فبادِر إذاً مادام في العمر فُسْحَةٌ
و(عُذْرك)
عَدْلُكَ مقبولٌ وصرْفُكَ قيِّمُ
163 وَجِدَّ وسارِعْ واغتَنِمْ زمَنَ الصِّبا
ففي
زمن الإمْكانِ تسْعَى وتَغْنَمُ
164 وسِرْ مُسْرِعًا فالسَّيل خلفَكَ مُسْرِعًا
وهيهاتَ
ما منهُ مَفَرٌّ ومَهْزَمُ
164 وسِرْ مُسْرِعًا فالموت خلفَكَ مُسْرِعًا
وهيهاتَ
ما منهُ مَفَرٌّ ومَهْزَمُ
165 فهُنَّ المنايا أيَّ وادٍ نَزَلْتَهُ
عليها
القُدُومُ أو عليكَ ستَقْدمُ
166 فحيَّ على جناتِ عدْنٍ فإنَّها
منازلكَ
الأولى وفيها الْمُخَيَّمُ
167 ولكننا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى
نعودُ
إلى أوطانِنا فَنُسَلَّمُ
168 وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى
وشطَّتْ
به أوطانُه فهو مُؤْلَم
169 وأيُّ اغترابٍ فوق غربَتِنا التي
لها
أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
170 وحيَّ على روضاتِها وخيامِها
وحيَّ
على عيشٍ بها ليسَ يُسْأمُ
171 وحيَّ على يوم المزيد فإنه
لموعد
أهل الحُب حين يُكَرّم
172 وحي على وادٍ هنالك أفْيَحٍ
منابر
من نور لِمَن هو مُكْرَمُ
173 ومِنْ حوْلِها كثبانُ مِسْكٍ مقاعدٌ
لِمَنْ دونهم هذا العطاءُ المفخَّمُ
174 يرونَ به الرحمنَ جلَّ جلالُه
كرؤيةِ
بدرِ التَّمِّ لا يُتَوَهَّمُ
175 أو الشمسِ صحْوًا ليس مِن دون أُفْقِها
سحابٌ
ولا غيمٌ هناكَ يُغَيِّمُ
176 فبينا هُمُ في عيشِهِم وسرورِهم
وأرزاقُهُم
تجرى عليهِمْ وتُقْسَمُ
177 إذا همْ بنورٍ ساطعٍ قد بدا لهمْ
وقد
رفعوا أبصارهم فإذا همو
178 بربهم من فوقهم قائل لهم
سلامٌ
عليكم طبْتُم ونَعِمْتُمُ
179 سلامٌ عليكمْ يَسمعونَ جميعُهُم
بآذانِهم
تسليمُهُ إذْ يُسَلِّمُ
180 فَبِاللهِ ما عُذْرُ امرئٍ هو مؤمنٌ
بِهذا
ولا يَسعى له ويُقَدِّمُ
181 ولكنما التوفيقُ بالله إنَّهُ
يَخصُّ
به مَنْ شاءَ فضلا ويُنْعِمُ