صفحة جديدة 8
1- إذا طَلَعَتْ شمسُ
النهارِ فإنَّها = =
أمَارَة
تسْلِيمي عليكمْ فسَلّمُوا
2- سلامٌ مِن الرحمَنِ في
كلِّ سَاعة = =
ورَوْحٌ
ورَيْحانٌ وفضْلٌ وأنْعُمُ
3- عَلى الصَّحْبِ
والإخْوانِ والوِلْدِ والأُلىَ = =
دَعَوْهم بإحْسَانٍ
فجَادُوا وأنْعَمُوا
4- وسائرِ مَن للسُّنَّةِ
المَحْضةِ اقتَفى = =
ومَا زاغ
عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ
5- أولئكَ أتباعُ النبيِّ
وحِزْبُهُ = =
ولوْلاهُمُو ما
كان في الأرضِ مُسْلِمُ
6- ولوْلاهُمُو كادَتْ
تَمِيدُ بأهْلِهَا = =
ولكنْ
رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُو
7- ولوْلاهُمُو كانتْ
ظلامًا بِأهْلِها = =
وَلكنْ
هُمُو فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ
8- أولئكَ أصْحَابي
فحَيَّ هَلًا بهِمْ = =
وحَيَّ
هَلًا بالطيِّبينَ وأنعِمُ
9- لِكُلِّ امْرِئٍ منهم
سَلامٌ يَخُصُّهُ = =
يُبَلِّغُه الأدنَى إليهِ وَينْعَمُ
10- فيَا مُحْسِنًا
بَلِّغْ سَلامِي وَقُلْ لهُمْ
= =
مُحِبُّكُمُو يَدْعُو لكُم وَيُسَلمُ
11- ويَا لائِمِي فِي
حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ =
=
تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ
12- بأيِّ دَلِيلٍ أمْ
بأيَّةِ حُجةٍ = =
ترَى حُبَّهُمْ
عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ
13- ومَا العارُ إلا
بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ
= =
وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ
14- أمَا وَالذِي شقَّ
القلوبَ وأوْدَعَ الْـ =
=
ـمَحَبَّة فيها حيثُ لا تَتصَرَّمُ
15- وحَمَّلها قلبَ
المُحِبِّ وإنَّهُ = =
ليَضْعُفُ
عنْ حِمْلِ القميصِ وَيَألمُ
16- وَذَلّلها حتى
اسْتكانَتْ لِصَوْلةِ الـْ
= =
ـمَحَبَّةِ لا تلوي ولا تتلعْثمُ
17- وذَلَّلَ فيها
أنفُسًا دُونَ ذلِّها = =
حِياضُ
المَنايا فوقها وَهْيَ حُوَّمُ
18- لأنْتُمْ عَلى قرْبِ
الدِّيارِ وبُعْدِها = =
أحِبَّتُنا إنْ غِبْتُمُوا أو حَضَرْتُمُوا
19- سَلُوا نَسَمَاتٍ
الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ = =
مَحَبَّة صَبٍّ
شوْقهُ ليْس يُكْتَمُ
20- وشاهِدُ هذا أنَّها
في هُبُوبِها = =
تكادُ تبُثُّ
الوَجْدَ لوْ تتكَلمُ
21- وَكُنتُ إذا ما
اشْتدَّ بي الشوقُ والجَوَى
= =
وكادَتْ عُرَى الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ
22- أعَللُ نَفْسِي
بالتَّلاقي وَقُرْبِهُ =
=
وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ
23- وأتْبِعُ طرْفِي
وِجْهَةً أنتُمُو بها = =
فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ
ومُخَيَّمُ
24- وَأذْكُرُ بَيْتا
قالهُ بعضُ مَن خَلا = =
وَقدْ
ضلَّ عَنْهُ صبُرُهُ فهُوَ مُغْرمُ
25- أسَائِلُ عَنكُمْ
كلَّ غادٍ ورائحٍ = =
وأومِي
إلى أوطانِكُم وأُسَلِّمُ
26- وكمْ يَصْبِرُ
المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ
= = وفِي
قلبِهِ نارُ الأسَى تتضَرَّمُ
27- أمَا وَالذِي حَجَّ
الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ =
=
وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا
28- وقدْ كَشفُوا تِلكَ
الرُّؤوسَ توَاضُعًا = =
لِعِزَّةِ
مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ
29- يُهلُّونَ بالبيداءِ
لبيك ربَّنا = =
لكَ المُلكُ
والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ
30- دعاهُمْ فلبَّوْهُ
رِضًا ومَحَبَّةً = =
فلمَّا
دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
31- ترَاهُمْ على
الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ
= =
وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ
32- وَقدْ فارَقوا
الأوطانَ والأهلَ رغبةً =
= ولم
يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ
33- يَسِيرونَ مِن
أقطارِها وفِجاجِها = =
رِجالا
ورُكْبانا ولله أسْلمُوا
34- ولمَّا رأتْ
أبصارُهُم بيتَهُ الذي =
= قلوبُ
الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ
35- كأنهمُ لمْ
يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ =
= لأنَّ
شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُو
36- فلِلَّهِ كمْ مِن
عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ = =
وأخرى على
آثارِها لا تَقَدَّمُ
37- وَقدْ شَرِقتْ عينُ
المُحِبِّ بدَمْعِها = =
فينظرُ
مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ
38- إذا عَايَنَتْهُ
العَيْنُ زالَ ظلامُها =
= وزالَ
عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ
39- ولا يَعْرِفُ الطرْفُ
المُعايِنُ حسْنَهُ = =
إلى أن
يعودَ الطرْفُ والشوقُ أعْظمُ
40- ولا عجبٌ مِن ذا
فحِينَ أضافهُ = =
إلى نفسِهِ
الرحمنُ؛ فهو المعظَّمُ
41- كسَاهُ منَ الإجْلالِ
أعظمَ حُلةٍ = =
عليها طِرازٌ
بالمَلاحَةِ مُعْلَمُ
42- فمِنْ أجلِ ذا كلُّ
القلوبِ تُحِبُّهُ = =
وتَخْضَعُ
إجْلالا لهُ وتُعَظِّمُ
43- ورَاحُوا إلى
التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً
= =
ومغفرة مِمَّن يجودُ ويُكرِمُ
44- فلِلهِ ذاكَ الموقفُ
الأعظمُ الذي = =
كموقفِ يومِ
العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ
45- ويدْنُو بهِ الجبّارُ
جَلَّ جلالُهُ = =
يُباهِي بهمْ
أمْلاكَه فهو أكرَمُ
46- يقولُ عِبادِي قدْ
أتونِي مَحَبَّةً = =
وَإنِّي
بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ
47- فأشْهِدُكُمْ أنِّي
غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ = =
وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ
48- فبُشراكُمُ يا أهلَ
ذا المَوقفِ الذِي = =
به يَغفرُ
اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ
49- فكمْ مِن عتيقٍ فيه
كَمَّلَ عِتقهُ = =
وآخرَ
يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ
50- ومَا رُؤيَ الشيطانُ
أغيظَ في الوَرَى = =
وأحْقرَ
منهُ عندها وهو ألأَمُ
51- وَذاكَ لأمْرٍ قد
رَآه فغاظهُ = =
فأقبلَ يَحْثُو
التُّرْبَ غَيْظا وَيَلطِمُ
52- وما عاينتْ عيناه مِن
رحمةٍ أتتْ = =
ومغفرةٍ مِن عندِ ذي
العرْشِ تُقْسَمُ
53- بَنَى ما بَنى حتى
إذا ظنَّ أنه = =
تمَكَّنَ مِن
بُنيانِهِ فهو مُحْكَمُ
54- أتَى اللهُ بُنيَانًا
له مِن أساسِهِ = =
فخرَّ
عليه ساقطا يتهدَّمُ
55- وَكمْ قدْرُ ما يعلو
البناءُ ويَنْتهي = =
إذا كان
يَبْنِيهِ وذو العرش يهدِمُ
56- وراحُوا إلى جَمْعٍ
فباتُوا بمَشعَرِ الْـ =
=
ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا
57- إلى الجَمْرةِ
الكُبرَى يُريدون رَمْيَها
= =
لوقتِ صلاةِ العيدِ ثمَّ تيَمَّمُوا
58- منازلَهمْ للنحْرِ
يَبغونَ فضلَهُ = =
وإحياءَ
نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّمُ
59- فلوْ كان يُرضِي
اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ =
=
لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا
60- كما بَذلُوا عندَ
الجِهادِ نُحورَهُمْ = =
لأعدائِهِ
حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ
61- ولكنَّهمْ دانُوا
بوضْعِ رؤوسِهمْ = =
وذلِكَ
ذلٌّ للعبيدِ ومَيْسَمُ
62- ولمَّا تَقَضَّوْا
ذلكَ التَّفَثَ الذِي = =
عليهمْ
وأوْفَوا نَذْرَهُمْ ثمَّ تَمَّمُوا
63- دعاهُم إلى البيتِ
العتيقِ زيارةً = =
فيَا
مرحَبًا بالزائِرين وأكرمُ
64- فلِلهِ ما أبْهَى
زيارتَهُمْ لهُ = =
وقدْ
حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِ تُقْسَمُ
65- وَللهِ أفضالٌ هناكَ
ونِعْمَةٌ = =
وبِرٌّ وإحْسَانٌ
وجُودٌ ومَرْحَمُ
66- وعادُوا إلى تلكَ
المنازلِ مِن مِنَى = =
ونالُوا
مناهُمْ عندَها وتَنَعَّمُوا
67- أقامُوا بها يومًا
ويومًا وثالثًا = =
وأذِّنَ
فِيهمْ بالرحيلِ وأعْلِمُوا
68- وراحُوا إلى رمْيِ
الجمارِ عَشِيَّةً = =
شعارُهُمُ التكْبيرُ
واللهُ معْهُمُو
69- فلو أبْصرَتْ عيناكَ
موقفَهمْ بها = =
وَقدْ بسَطوا
تلكَ الأكفَّ لِيُرْحَمُوا
70- ينادونَهُ يا ربِّ يا
ربِّ إننا = =
عبيدُكَ لا ندْعو
سواكَ وتَعْلمُ
71- وها نحنُ نرجو منكَ
ما أنتَ أهلُهُ = =
فأنتَ
الذي تُعْطِي الجزيلَ وتُنْعِمُ
72- ولمَّا تَقَضَّوْا
مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ = =
وسالتْ
بهمْ تلكَ البِطاحُ تقدَّموا
73- إلى الكعبةِ البيتِ
الحَرامِ عشيةً = =
وطافُوا
بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا
74- ولمَّا دَنا
التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا
= =
بأنَّ التدَانِي حبْلُهُ مُتَصَرِّمُ
75- ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ
لِمُوَدِّعٍ = =
فلِلهِ أجفانٌ
هناكَ تُسَجَّمُ
76- وللهِ أكبادٌ هنالِكَ
أُودِعَ الْـ = =
ـغرامُ بها
فالنارُ فيها تَضرَّمُ
77- وللهِ أنفاسٌ يكادُ
بِحَرِّها = =
يذوبُ المُحِبُّ
المُسْتهَامُ المُتيَّمُ
78- فلمْ ترَ إلا باهِتًا
مُتَحَيِّرًا = =
وآخرَ يُبْدِي
شجوَهُ يَترَنَّمُ
79- رَحَلتُ وأشْواقِي
إليكمْ مُقِيمَةٌ = =
ونارُ
الأسَى مِنِّي تُشَبُّ وتُضْرَمُ
80- أوَدِّعُكُمْ والشوقُ
يُثنِي أعِنَّتِي = =
وقلبيَ
أمْسَى فِي حِماكُمْ مُخَيِّمُ
81- هنالِكَ لا تَثْريبَ
يومًا عَلىَ امرئٍ = =
إذا ما
بَدا منهُ الذي كانَ يَكْتُمُ
82- فيَا سائِقينَ
العِيسَ باللهِ ربِّكمْ =
= قِفوا
لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا
83- وقولوا مُحِبٌّ قادهُ
الشوقُ نحوكُمْ = =
قضَى
نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلَمُوا
84- قضَى اللهُ ربُّ
العرشِ فيمَا قضَى بهِ =
= بأنَّ
الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ
85- وحُبُّكُمُ أصْلُ
الهَوَى (الهدى) ومَدَارُهُ
= =
عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّ ومَغْنَمُ
86- وتفنَى عِظامِ
الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ =
=
وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِ مُحَرَّمُ
87- فيَا أيُّها القلبُ
الذي مَلكَ الهَوَى = =
أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذا التلوُّمُ
88- وحَتَّامَ لا تصْحُو
وقدْ قرُبَ المَدَى = =
ودانتْ
كُؤوسُ السَّيْرِ والناسُ نُوَّمُ
89- بَلى سوفَ تصحُو حين
ينكشفُ الغِطا = =
ويبدو لكَ الأمرُ
الذي أنتَ تكتُمُ
90- ويا مُوقِدًا نارًا
لغيركَ ضوؤُها = =
وحرُّ لَظاها بينَ
جنْبَيْك يُضْرَمُ
91- أهذا جَنَى العلمِ
الذي قد غرستَهُ = =
وهذا الذي
قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ
92- وهذا هو الحظُّ الذي
قد رضيتَهُ = =
لِنفسكَ في
الدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ
93- وهذا هو الرِّبحُ
الذي قد كسبتَهُ = =
لَعمرُكَ
لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ
94- بَخِلتَ بشيءٍ لا
يضرُّكَ بذلُهُ = =
وجُدْتَ
بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ
95- بَخِلتَ بذا الحظِّ
الخسِيسِ دناءةً = =
وجُدْتَ
بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ
96- وبِعْتَ نعيمًا لا
انقضاءَ له ولا = =
نظيرَ
ببخْسٍ عن قليلٍ سيُعْدَمُ
97- فهلا عكستَ الأمرَ
إنْ كنتَ حازمًا = =
ولكن
أضعتَ الحزمَ لو كنتَ تعلَمُ
98- وتهدِمُ ما تَبنِي
بكفِّك جاهدًا = =
فأنتَ مَدى
الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ
99- وعندَ مُرادِ الله
تفنَى كمَيِّتٍ = =
وعندَ مُرادِ النفسِ
تُسْدِي وتُلْحِمُ
100- وعند خِلافِ الأمر
تحتَجُّ بالقَضَا = =
ظهيرًا
على الرحمن للجَبْرِ تزْعُمُ
101- تُنَزِّهُ منكَ
النفسَ عن سوء فِعْلِها =
=
وتُعْتِبُ أقدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ
102- تُحِلُّ أموراً
أَحْكَمَ الشرعُ عَقْدَها
= =
وتقصِدُ ما قد حلَّه الشرْعُ تُبْرِمُ
103- وتَفهمُ من قولِ
الرسولِ خلافَ ما = =
أرادَ لأن
القلبَ منك مُعجَّمُ
104- مطيعٌ لِداعِي
الغَيِّ عاصٍ لِرُشْدِهِ =
= إلى
ربِّه يومًا يُرَدُّ و(يُعْلَم)
يَعلَمُ
105- مُضِيعٌ لأمرِ اللهِ
قد غشَّ نفسَهُ = =
مُهينٌ
لها أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ
106- بطيءٌ عن الطاعاتِ
أسرعُ للخَنَا = =
مِنَ السيلِ في
مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ
107- وتَزْعمُ معْ هذا
بأنكَ عارفٌ = =
كذَبْتَ يقِينًا
في الذي أنتَ تَزعُمُ
108- وما أنتَ إلا جاهلٌ
ثم ظالمٌ = =
وإنّكَ بين
الجاهلِينَ مُقَدَّمُ
109- إذا كان هذا نُصْحُ
عبدٍ لنفسِهِ = =
فمَنْ ذا الذي
منه الهُدَى يُتَعَلَّمُ
110- وفي مِثْلِ هذا
الحالِ قد قال مَنْ مَضَى
= =
وأحسنَ فيما قالَهُ المتَكلِّمُ
111- فإنْ كنْتَ لا تدرِي
فتلكَ مُصيبةٌ = =
وإنْ كنتَ
تَدْرِي فالمصيبةُ أعْظَمُ
112- ولو تُبْصِرُ الدنيا
وراءَ سُتُورِها = =
رأيتَ
خيَالا في منامٍ سَيُصْرَمُ
113- كحُلمٍ بطيفٍ زار في
النوم وانقضَى الـْ = =
ـمنامُ
وراحَ الطيفُ والصبُّ مُغْرَمُ
114- وظِلٍّ أَرتْهُ
الشمسُ عند طلوعِها = =
سَيَقْلِصُ في وقتِ الزوالِ ويَفْصِمُ
115- ومُزْنَةِ صيفٍ طابَ
منها مَقِيلُها = =
فولَّتْ
سرِيعًا والحَرُورُ تَضَرَّمُ
116- ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ
منه مَسَاغُهُ = =
وبعدَ قليلٍ
حالُهُ تلكَ تُعْلَمُ
117- كَذا هذهِ الدُّنيا
كأحلامِ نائمٍ = =
ومِنْ بعدِها
دارُ البقاءِ سَتَقْدُمُ
118- فجُزْها (مُمِرّاً)
مَمَرًّا لا مَقرًّا وكنْ بِها
= =
غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ
119- أو ابنَ سبيلٍ قالَ
في ظِلِّ دَوْحَةٍ = =
وراحَ
وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ
120- أخا سَفَرٍ لا
يستقرُّ قَرارُهُ = =
إلى أنْ
يَرى أوطانَهُ ويُسَلَّمُ
121- فيا عجبًا! كمْ
مَصْرَعٍ وَعَظَتْ بِهِ =
=
بَنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا
122- سَقَتْهمْ كؤوسَ
الحُبِّ حَتى إذا نَشَوْا = =
سقتْهم كؤوسَ
السُّمِّ والقومُ نُوَّمُ
123- وأعجبُ ما في
العَبْدِ رؤيةُ هذه الـْ = =
ـعَظائِمِ والمغمورُ
فيها مُتَيَّمُ
124- وما ذاك إلا أنَّ
خمرةَ حُبِّها = =
لَتَسْلبُ عقلَ
المرءِ منه وتَصْلِمُ
125- وأعجبُ مِن ذا أن
أحبَابَها الأُلى = =
تُهينُ
ولِلأَعْدَا تُراعِي وتُكْرِمُ
126- وذلكَ بُرهانٌ على
أنّ قدْرَها = =
جناحُ بعوضٍ أو
أدقُّ و أَلْأَمُ
127- وحَسْبُكَ ما قال
الرسولُ مُمَثِّلاً = =
لها
ولِدارِ الخُلدِ والحقُّ يُفهَمُ
128- كما يُدلِي الإنسانُ
في اليمِّ أَصْبُعًا = =
ويَنْزِعهُا منه فما ذاكَ يَغْنَمُ
129- ألا ليتَ شِعْري هلْ
أبِيتَنَّ ليلةً = =
على
حَذَرٍ مِنها وأمْريَ مُبْرَمُ
130- وهلْ أرِدَن ماءَ
الحياةِ وأرْتَوِي = =
عَلى ظمإٍ
مِن حوضِهِ وهوَ مُفْعَمُ