الحمدُ لله الحكيمِ الواحدِ
|
مَنْ أوضح الشَّرع لكل قاصدِ
|
ثم الصلاةُ بعدُ والسلامُ
|
عَلى النبيْ ما نَطَقَ الأنَامُ
|
وآلِه وصحبِه أُولي الهُدى
|
ومَنْ بهم في نَهْجِهم قد اقتدى
|
وبَعدُ: فالعلمُ بدينِ اللهِ
|
خيرُ الْمُنى والزَّادِ للأوَّاهِ
|
لاسِيَّما المعنيُّ بالقواعدِ
|
ففهمُه الكليُّ ذو فوائدِ
|
لأنّها جمع لما تفرّقا
|
ومنبعٌ للفرع يا من حقّقا
|
وقدْ أبان النُّجباءُ العُلما
|
عن حُكمها نثراً وكمْ مَن نظما
|
وبقِيت مقاصدُ الشريعة
|
لم تحظَ بالمنظومة البديعة
|
فرُمتُها بقوليَ المنظوم
|
حتى تضاهيْ سائرَ العلوم
|
لأنها عند ذوي التحقيق
|
علم له تأصيلُه الحقيقي
|
وقد رأيتُ زُمرةً كُتّابا
|
عُنُوا بها وأهْمَلوا الكِتابا
|
وآخرينَ ضِدَّهم قَدْ فرّطوا
|
والحقُّ مَعْ مَنْ حَفِظُوا واستنبطوا
|
فأسألُ اللهَ العليَّ ذا الكرمْ
|
أن يُحْسِنَ النية فيما قد نُظِمْ
|
وأن يكونَ للعبادِ نافعاً
|
مُيَسَّراً وللمراد جَامِعا
|
وأن يكونَ قربةً لديْه
|
وحجةً في عَرضِنا عليْه
|