صفحة جديدة 6
الشرح مترجم وسيتم إضافة النسخة العربية قريبا بإذن الله
ثم أنه لما طال الأمد صار في طوائف المتكلمة من المعتزلة وغيرهم من ينكر
هذه المحبة.
وصار في بعض المتصوفة من يطلب
تحريكها بأنواع من سماع الحديث كالتغيير وسماع المكاء والتصدية فيسمعون من الأقوال
والأشعار ما فيه تحريك جنس الحب الذي يحرك من
كل قلب ما فيه من الحب بحيث يصلح لمحب الأوثان والصلبان والأخوان والأوطان والمردان
والنسوان كما يصلح لمحب الرحمن ولكن كان الذين يحضرونه من الشيوخ يشترطون له المكان
والإمكان والخلان وربما اشترطوا له الشيخ الذي يحرس من الشيطان ثم توسع في ذلك
غيرهم حتى خرجوا فيه إلى أنواع من المعاصي بل إلى أنواع من الفسوق بل خرج فيه طوائف
إلى الكفر الصريح بحيث يتواجدون على أنواع من الأشعار التي فيها الكفر والإلحاد مما
هو من أعظم أنواع الفساد وتنتج ذلك
لهم من الأحوال بحسبه كما تنتج لعباد المشركين
وأهل الكتاب عباداتهم بحسبها.
والذي عليه محققوا المشايخ أنه كما
قال الجنيد رحمه الله من تكلف السماع فتن به ومن صادفه السماع استراح به..
ومعنى ذلك أنه لا يشرع الاجتماع
لهذا السماع المحدث ولا يؤمر به ولا يتخذ ذلك دينا وقربة فان القرب والعبادات إنما
تؤخذ عن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فكما أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين
إلا ما شرعه الله..
قال الله تعالى:
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ
يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾..
وقال تعالى:
﴿قُلْ إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾..
فجعل محبتهم لله موجبة لمتابعة
رسوله وجعل متابعة رسوله موجبة لمحبة الله لهم قال أبي ابن كعب رضي الله عنه:
«عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله فاقشعر جلده من
مخافة الله إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات الورق اليابس عن الشجرة وما من عبد
على السبيل والسنة ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله إلا لم
تمسه النار أبداً وإن اقتصاداً في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة
فاحرصوا أن تكون أعمالكم اقتصاداً واجتهاداً على منهاج الأنبياء وسنتهم وهذا مبسوط
في غير هذا الموضع.