صفحة جديدة 21
الضرب الثاني: على الترتيب، وهو المتمتع يلزمه شاة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في
الحج وسبعة إذا رجع. وفدية الجماع بدنة، فإن لم يجد فصيام كصيام المتمتع.
وكذلك الحكم في دم الفوات، والمحصر يلزمه دم،
فإن لم يجد فصيام عشرة أيام، ومن كرر محظوراً من جنس غير قتل الصيد فكفارة واحدة،
فإن كفر عن الأول قبل فعل الثاني سقط حكم ما كفر عنه. وإن فعل محظوراً من أجناس
فلكل واحدة كفارة. والحلق والتقليم والوطء وقتل الصيد يستوي عمده وسهوه، وسائر
المحظورات لا شيء في سهوه. وكل هدي أو إطعام.
فهو لمساكين الحرم إلا فدية الأذى فإنه يفرقها
في الموضع الذي حلق به، وهدي المحصر ينحره في موضعه.
وأما الصيام فيجزئه بكل مكان.
يستحب أن يدخل مكة من أعلاها، ويدخل المسجد من
باب بني شيبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل منه.
فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر الله وحمده ودعا،
ثم يبتدئ بطواف العمرة إن كان معتمراً، أو بطواف القدوم إن كان مفرداً أو قارناً،
فيضطبع برادئه فيجعل وسطه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر، ويبدأ بالحجر
الأسود فيستلمه ويقبله ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً
بكتابك ووفاء بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم يأخذ عن يمينه ويجعل البيت عن يساره، فيطوف
سبعاً يرمل في الثلاثة الأول من الحجر إلى الحجر، ويمشي في الأربعة الأخر، وكلما
حاذى الركن اليماني والحجر استلمهما
وكبر وهلل، ويقول بين الركنين: ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار [سورة البقرة]
ويدعو في سائره بما أحب.
ثم يصلي ركعتين خلف المقام، ويعود إلى الركن
فيستلمه.
ثم يخرج إلى الصفا من بابه فيرقى عليه ويكبر
الله ويهلله ويدعوه، ثم ينزل فيمشي إلى العلم، ثم يسعى إلى العلم الأخر، ثم يمشي
حتى يأتي المروة فيفعل كفعله على الصفا، ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع
سعيه، حتى يكمل سبعة أشواط، يحتسب بالذهاب سعية، وبالرجوع سعية، يفتتح بالصفا ويختم
بالمروة. ثم يقصر من شعره إن كان معتمراً وقد حل. إلا المتمتع إن كان معه هدي
والقارن والمفرد فإنه لا يحل.
والمرأة كالرجل، إلا أنها لا ترمل في طواف ولا
سعي.
وإذا كان يوم التروية فمن كان حلالاً أحرم من
مكة.
وخرج إلى عرفات فإذا زالت الشمس يوم عرفه صلى
الظهر والعصر يجمع بينهما بأذان وإقامتين، ثم يروح إلى الموقف -وعرفات كلها موقف
إلا بطن عرنة.
ويستحب أن يقف في موقف النبي صلى الله عليه
وسلم أو قريباً من الصخرات، ويجعل حبل المشاة بين يديه، ويستقبل القبلة ويكون
راكباً، ويكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده
الخير وهو على كل شيء قدير، ويجتهد في الدعاء والرغبة إلى الله عز وجل إلى غروب
الشمس،