صفحة جديدة 3
﴿فَلَمَّا
آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا..﴾[الأعراف:190]
الآية.
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم مُعبَّد لغير الله؛ كعبد عمر، وعبد الكعبة،
وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
وعن ابن عباس
رضي الله عنهما في الآية قال:
﴿فَلَمَّا
تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ﴾[الأعراف:189]، فأتاهما
إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل،
فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن ـ يخوفهما ـ سِّمياه عبد الحارث، فأبيا أن
يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج
ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما فأدركهما حُب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك
قوله تعالى: ﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا
آتَاهُمَا﴾[الأعراف:190]»
رواه ابن أبي حاتم.
وله بسند صحيح عن قتادة أنه قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في
عبادته.
وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله:
﴿لَئِنْ
آتَيْتَنَا صَالِحًا﴾[الأعراف:189]؛ قال: أشفقا ألا يكون إنساناً، وذكر معناه عن الحسن وسعيد
وغيرهما.
فيه مسائل:
الأولى: تحريم كل اسم معبّد لغير الله.
الثانية: تفسير الآية.
الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تُقصد حقيقتها.
الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.
الخامسة: ذِكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة.
باب قول الله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ
الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمَائِهِ..﴾[الأعراف:180] الآية
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله تعالى:
﴿يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ﴾[الأعراف:180] قال: يشركون.
وعنه: قال: سموا اللات من
الإله، والعزى من العزيز.
وعن الأعمش قال: يدخلون فيها ما
ليس منها.
فيه مسائل:
الأولى: إثبات الأسماء.
الثانية: كونها حسنى.
الثالثة: الأمر بدعائه بها.
الرابعة: ترْك مَنْ عارض من الجاهلين الملحدين.
الخامسة: تفسير الإلحاد فيها.
السادسة: وعيد مَن ألحد.