صفحة جديدة 7
أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله
وقال ابن عباس
رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، تقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
وقال الإمام أحمد رحمه الله
تعالى: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول:
﴿فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[النور:63]
أتدري ما الفتنة؟ الفتنة:
الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
عن عدي بن حاتم
رضي الله عنه:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية:
﴿اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[التوبة:31]
الآية. قال: فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: «أليس
يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟»
فقلت: بلى. قال: «فتلك: عبادتهم»
رواه أحمد، والترمذي وحسنه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النور.
الثانية: تفسير آية براءة.
الثالثة: التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.
الرابعة: تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر، وتمثيل أحمد بسفيان.
الخامسة: تغيّر الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان
هي أفضل الأعمال، وتسميتها ولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال
إلى أن عُبد مَن ليس من الصالحين، وعُبد بالمعنى الثاني مَن هو من الجاهلين.
﴿أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ
أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا
بَعِيدًا﴾[النساء:60] الآيات.
وقوله:
﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾[البقرة:11]
وقوله:
﴿وَلا
تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾[الأعراف:56]
وقوله:
﴿أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ..﴾[المائدة:50]
الآية.
عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لا
يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به»
قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب "الحجة" بإسناد صحيح.
وقال الشعبي: كان بين رجل من
المنافقين ورجل من اليهود خصومة؛ فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد ـ عرف أنه لا يأخذ
الرشوة ـ وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود ـ لعلمه أنهم يأخذون الرشوة – فاتفقا أن
يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت:
﴿أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ..﴾[النساء:60] الآية.
وقيل: نزلت في رجلين اختصما،
فقال أحدهما: نترافع إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: يا كعب بن الأشرف،
ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله
صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت.
الثانية: تفسير آية البقرة:
﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ﴾[البقرة:11]
الثالثة: تفسير آية الأعراف
﴿وَلا
تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾[الأعراف:56].
الرابعة: تفسير قوله تعالى:
﴿أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾[المائدة:50].
الخامسة: ما قاله الشعبي في سبب نزول الآية
الأولى.
السادسة: تفسير الإيمان الصادق والكاذب.
السابعة: قصة عمر
رضي الله عنه مع
المنافق.
الثامنة: كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول
صلى الله عليه وسلم.