التذكير بالموت يكون محمودا إذا كان وسيلة لمقصد شرعي كأن يكون وسيلة للتذكير بالاستعداد لما بعده بالتوبة من السيئات والمسارعة في الخيرات أو للتذكير بالزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
ويكون التذكير بالموت مذموما إذا كان وسيلة لمقصد سيء كالحث على اغتنام لذات الدنيا والتزود من حطامها قبل زوالها ، فيؤدي التذكير بالموت حينئذ إلى المزيد من التعلق بالدنيا والإعراض عن الآخرة
وكذلك لا يكون التذكير بالموت مفيدا عندما يصبح تأكيدُ حقيقة أن الناس ستموت مقصدًا في حد ذاته لا وسيلة إلى المقاصد الشرعية إذ اليهود والنصارى والوثيون والملاحدة يعلمون أنهم سيموتون ولم ينفعهم علمهم بالموت في الاستعداد لما بعده
وهذا شرح وتوضيح لما ذكره الإمام ابن القيم في زاد المعاد حيث قال منبها على مخالفة بعض الخطباء هدي النبي عليه الصلاة والسلام 1/423 : (فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون وتقسم أموالهم ويبلي التراب أجسامهم فيا ليت شعري أي إيمان حصل بهذا ؟ وأي توحيد ومعرفة وعلم نافع حصل به ؟)
|