تفسير الإمام ابن كثير سورة لقمان من آية ٢٠ إلى آخر السورة => تفسير ابن كثير ۞ الإستعداد للموت قبل نزوله خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ تيسير العلام شرح عمدة الأحكام حديث ٣٣٣ إلى ٣٣٥ كتاب القصاص => تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ۞ القواعد النورانية الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية ٣٦ => القواعد النورانية الفقهية ۞ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ ثلاث مهلكات وثلات منجيات خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ تيسير العلام شرح عمدة الأحكام حديث ٣٣٦ إلى ٣٣٩ كتاب القصاص => تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ۞ القواعد النورانية الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية ٣٧ => القواعد النورانية الفقهية ۞ إجماع الأئمة الأربعة واختلافهم للوزير ابن هبيرة باب المضاربة من المسألة ١٤١٢ إلى ١٤١٨ => اجماع الأئمة الأربعة واختلافهم ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة السجدة من آية ١ إلى ١٧ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة السجدة من آية ١٨ إلى آخر السورة => تفسير ابن كثير ۞ فضائل عشر ذي الحجة ويوم عرفة خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ خطبة عيد الأضحى ١٤٤٤هـ للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي في ساحة مسجد دار الفاروق بمدينة بلومنتون ولاية مينيسوتا => خطب الجمعة ۞ وافعلوا الخير لعلكم تفلحون خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ إذا كَنَزَ الناسُ الذهَبَ والفِضَّةَ، فاكْنِزوا هؤلاء الكَلِماتِ خطبة الجمعة للشيخ د وليد المنيسي => خطب الجمعة ۞ من الآية ٢٣٣ إلى ٢٣٤ => تفسير سورة البقرة ۞ من الآية ٢٣٥ إلى ٢٣٧ => تفسير سورة البقرة ۞ من الآية ٢٣٨ إلى ٢٣٩ => تفسير سورة البقرة ۞ من الآية ٣٤٠ إلى ٢٤٤ => تفسير سورة البقرة ۞ تفسير ابن كثير سورة البقرة من الآية ٢٣٣ إلى ٢٣٤ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير ابن كثير سورة البقرة من الآية ٢٣٥ إلى ٢٣٧ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير ابن كثير سورة البقرة من الآية ٢٣٨ إلى ٢٣٩ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير ابن كثير سورة البقرة من الآية ٢٤٠ إلى ٢٤٤ => تفسير ابن كثير ۞ شرح كتاب تفسير للإمام إبن كثير تفسير آية ١٠٠ من سورة الكهف => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ١ إلى ٦ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٧ إلى ١٣ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ١٤ إلى ٢٥ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٢٦ إلى ٢٩ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٣٠ إلى ٣٤ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب تابع تفسير الآيات من ٣٣ إلى ٣٥ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب آية ٣٦ و ٣٧ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٣٨ إلى ٤٠ => تفسير ابن كثير ۞ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٤١ إلى ٤٤ => تفسير ابن كثير ۞ كل نفس ذائقة الموت خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ المحاضرة الأولى عن الرجاء بالعربية مع الترجمة للإنجليزية => محاضرات بالعربية مع الترجمة للإنجليزية في مدينة سانتا كلارا في وادي السيليكون في كاليفورنيا ۞ المحاضرة الثانية عن قسوة القلب بالعربية مع الترجمة للإنجليزية => محاضرات بالعربية مع الترجمة للإنجليزية في مدينة سانتا كلارا في وادي السيليكون في كاليفورنيا ۞ المحاضرة الثالثة عن الصدق بالعربية مع الترجمة للإنجليزية => محاضرات بالعربية مع الترجمة للإنجليزية في مدينة سانتا كلارا في وادي السيليكون في كاليفورنيا ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب من آية ٤٥ إلى ٥٠ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب تابع آية ٥٠ و٥١ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب آية ٥٢ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب آية ٥٣و٥٤ => تفسير ابن كثير ۞ تفسير الإمام ابن كثير سورة الأحزاب آية ٥٥ و٥٦ => تفسير ابن كثير ۞ إنما المؤمنون إخوة خطبة الجمعة للشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => خطب الجمعة ۞ الدرس الأول من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞ الدرس الثاني من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞ الدرس الثالث من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞ الدرس الرابع من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞ الدرس الخامس من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞ الدرس السادس والأخير من شرح نظم فتح العلام لناظمه الشيخ د وليد بن إدريس المنيسي => فتح العلام فى نظم مسائل الأسماء والأحكام ۞

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

القائمة الرئيسية
المرئيات الأكثر زيارة
الكتب الأكثر زيارة

3- من قوله: أدعية الاستفتاح

3- من قوله: أدعية الاستفتاح
630 زائر
06-02-2016
صفحة جديدة 1

أدعية الاستفتاح

ثم كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة؛ يحمد الله تعالى فيها، ويُمَجِّده، وُيثْني عليه، وقد أَمَرَ بذلك (المسيء صلاته)، فقال له: «لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يُكَبِّر، ويَحْمَد الله عزّ وجل، ويثني عليه، ويقرأ بما تيسر من القرآن..»..

وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ تارة بهذا، وتارة بهذا؛ فكان يقول:

1- «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نَقِّنِي من خطاياي كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنسِ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثَّلْج والبَرَدِ» وكان يقوله في الفرض.

2- «وَجّهت وجهي للذي فَطَر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي، ونُسُكي، ومحيايَ، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له؛ وبذلك أُمِرْتُ، وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمتُ نفسي، واعترفت بذنبي؛ فاغفر لي ذنبي جميعاً؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها؛ لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، والْمَهدي مَنْ هديت، أنا بك وإليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك».

وكان يقوله في الفرض والنَّفل.

3- مثله، ويزيد: «اللهم أنت المَلَك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك».

4- ومثله أيضاً إلى قوله: «وأنا أول المسلمين»، ويزيد: «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأخلاق والأعمال؛ لا يقي سيئها إلا أنت».

5- «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك».

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن أَحبَّ الكلام إلى الله أن يقول العبد: (سبحانك اللهم وبحمدك...)».

6- مثله، ويزيد في صلاة الليل: لا إله إلا الله (ثلاثاً)، الله أكبر كبيراً (ثلاثاً).

7- الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرة وأصيلاً.

استفتح به رجل من الصحابة، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عجبت لها! فُتِّحَت لها أبواب السماء».

8- «الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه» استفتح به رجل آخر فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد رأيت اثني عَشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها».

9- «اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومَنْ فيهن، ولك الحمد، أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومَنْ فيهن، ولك الحمد، أنت ملِك السماوات والأرض ومَنْ فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق. اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، أنت ربنا، وإليك المصير؛ فاغفر لي ما قَدّمت، وما أَخّرْتُ، وما أسررتُ، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني؛ أنت الْمُقدِّم، وأنت المؤخِّر، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك».

وكان يقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الليل؛ كالأنواع الآتية:

10- «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي مَنْ تشاء إلى صراط مستقيم».

11- كان يُكَبِّرُ (عَشْراً)، ويَحْمَدُ (عَشْراً)، ويُسَبِّحُ (عَشْراً)، ويُهَلِّل (عَشْراً)، ويستغفر (عَشْراً)، ويقول: «اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني» (عَشْراً). ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب» (عَشْراً).

12- (الله أكبر) ثلاثاً، ذو الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة.

القراءة

ثم كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعيذ بالله تعالى؛ فيقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من هَمْزِه، ونَفْخِه، ونَفْثِه».

وكان أحياناً يزيد فيه فيقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».

ثم يقرأ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ولا يجهر بها.


القراءةُ آيةً آيةً

ثم يقرأ «الفَاتِحَة»، ويُقطعها آية آية: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ[الفاتحة:1] ثم يقف، ثم يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2] ثم يقف، ثم يقول: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[الفاتحة:3] ثم يقف، ثم يقول: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[الفاتحة:4] وهكذا إلى آخر السورة، وكذلك كانت قراءته كلها؛ يقف على رؤوس الآي ولا يَصِلها بما بعدها.

رُكنيةُ «الفَاتِحَة»وفضائلُها

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَظّم من شأن هذه السورة؛ فكان يقول: «لا صلاة لِمَنْ لم يقرأ فيها بـ: «فاتحة الكتاب» فصاعداً». وفي لفظ: «لا تُجْزِئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بـ: «فاتحة الكتاب».

وتارة يقول: «مَنْ صَلّى صلاة لم يقرأ فيها بـ: «فاتحة الكتاب» فهي خِداج، هي خِداج، هي خِداج غير تمام».

ويقول: «قال الله تبارك وتعالى: قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل».

وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقرؤوا: يقول العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2] يقول الله تعالى: حمدني عبدي، ويقول العبد: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[الفاتحة:3] يقول الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي. ويقول العبد: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[الفاتحة:4] يقول الله تعالى: مَجَّدَني عبدي، يقول العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] قال: فهذه بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ[الفاتحة:6]﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ[الفاتحة:7] قال: فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل».

وكان يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما أنزل الله عز وجل في التوراة، ولا في الإنجيل مثل «أم القرآن»، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

وَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (المسيء صلاته) أن يقرأ بها في صلاته.

وقال لِمَنْ لم يستطع حفظها: «قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

وقال لـ (المسيء صلاته): «فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا؛ فاحمد الله، وكبِّره، وهَلّله».

نَسْخُ القراءةِ وراءَ الإمام في الجهرية

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أجاز للمؤتمين أن يقرؤوا بها وراء الإمام في الصلاة الجهرية؛ حيث كان في صلاة الفجر، فقرأ، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ؛ قال: «لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟» قلنا: نعم؛ هذّاً يا رسول الله! قال: «لا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بـ: «فاتحة الكتاب»؛ فإنه لا صلاة لِمَنْ لم يقرأ بها».

ثم نهاهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن القراءة كلها في الجهرية، وذلك حينما انصرف من صلاةٍ جهرَ فيها بالقراءة (وفي رواية: أنها صلاة الصبح)، فقال: «هل قرأ معي منكم أحد آنفاً؟!»، فقال رجل: نعم؛ أنا يا رسول الله! فقال: «إني أقول: ما لي أُنازَع ؟!».

قال أبو هريرة: «فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما جهر فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرؤوا في أنفسهم سرّاً فيما لا يجهر فيه الإمام».

وَجَعل الإنصات لقراءة الإمام من تمام الائتمام به؛ فقال: «إنما جُعِل الإمام ليؤتم به، فإذا كَبّر فكَبِّروا، وإذا قرأ فأنصتوا».

كما جَعَل الاستماع له مُغْنِيَاً عن القراءة وراءه؛ فقال: «مَنْ كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة»، هذا في الجهرية.

وُجُوبُ القراءةِ في السِّرِّيَّةِ

وأما في السرية: فقد أَقَرّهم على القراءة فيها، فقال جابر: (كُنّا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بـ: «فاتحة الكتاب» وسورة، وفي الأخريين بـ: «فاتحة الكتاب»، وإنما أنكر التشويش عليه بها، وذلك حين صلى الظهر بأصحابه؛ فقال: «أيُّكم قرأ: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى»؟، فقال رجل: أنا، ولم أُرِدْ بها إلا الخير، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قد عرفت أن رجلاً خَالَجَنِيْها».

وفي حديث آخر: كانوا يقرؤون خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيجهرون به، فقال: «خلطتم عليَّ القرآن».

وقال: «إن المصلِّي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهرْ بعضكم على بعض بالقرآن».

وكان يقول: «مَنْ قَرَأ حرفاً من كتاب الله فَلَه به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الم} حرف؛ ولكن: (أَلِف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف».

التَّأمِينُ، وجَهْرُ الإمامِ به

ثم كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا انتهى من قراءة «الفاتحة» قال:«آمين» يجهر، ويَمُدّ بها صوته.

وكان يأمر المقتدين بالتأمين بُعَيْدَ تأمين الإمام؛ فيقول: «إذا قال الإمام: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ[الفاتحة:7] فقولوا: آمين؛ فإن الملائكة تقول: آمين، وإن الإمام يقول: آمين، (وفي لفظ: إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا)؛ فَمَنْ وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفِر له ما تقدم من ذنبه (وفي لفظ آخر: إذا قال أحدكم في الصلاة: (آمين) والملائكةُ في السماء: (آمين) فوافق أحدهما الآخر)؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه».

وفي حديث آخر: «فقولوا: (آمين) يُجِبكم الله».

وكان يقول: «ما حَسَدَتْكُم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين خلف الإمام».

قراءتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ «الفَاتِحَة»

ثم كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بعد «الفَاتِحَة» سورة غيرها، وكان يطيلها أحياناً، ويُقَصِّرها أحياناً لعارض سفر، أو سعال، أو مرض، أو بكاء صبي تصلي أمُّه معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «جوَّز صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم في الفجر (وفي حديث آخر: صلى الصبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن)، فقيل: يا رسول الله! لم جوَّزت؟ قال: «سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي؛ فأردت أن أُفَرِّغ له أمه».

وكان يقول صلى الله عليه وسلم: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي، فأتجوّز في صلاتي؛ مما أعلم من شدة وَجْدِ أمه من بكائه».

وكان يبتدئ من أول السورة، ويكملها في أغلب أحواله، ويقول: «أعطوا كل سورة حَظَّها من الركوع والسجود» (وفي لفظ: لكل سورة ركعة)

في الحاشية (ومعنى الحديث عندي: اجعلوا لكل ركعة سورة كاملة؛ حتى يكون حظ الركعة بها كاملاً، والأمر للندب بدليل ما يأتي)..

وكان صلى الله عليه وسلم تارة يقسمها في ركعتين.

وتارة يعيدها كلها في الركعة الثانية.

وكان أحياناً يجمع في الركعة الواحدة بين السورتين أو أكثر.

وقد كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1] حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فَكَلّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تُجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبروه الخبر، فقال: «يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟!» فقال: إني أحبها، فقال: «حُبُّكَ إيَّاها أدخلك الجنة».

جَمْعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ النظائر وغيرها في الركعة

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرِن بين النَّظَائر من المُفَصَّلِ:

فكان يقرأ سورة الرحمن والنجم في ركعة.

واقتربت والحاقة في ركعة.

والطور والذاريات في ركعة.

و«إذا وقعت» و«ن» في ركعة.

و«سأل سائل» و«النازعات» في ركعة.

و«ويل للمطففين» و«عبس» في ركعة.

و«المدثر» و«المزمل» في ركعة.

و«هل أتى» و«لا أُقسم بيوم القيامة» في ركعة.

و«عم يتساءلون» و«المرسلات» في ركعة.

و«الدخان» و«إذا الشمس كورت» في ركعة.

وكان أحياناً يجمع بين السور من السبع الطوال؛ كـ «البَقَرَة»، و«النِّسَاء»و «آلِ عِمْرَان» في ركعة واحدة من صلاة الليل- كما سيأتي-.

وكان يقول: «أفضل الصلاة طول القيام».

وكان إذا قرأ: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى[القيامة:40] قال: «سبحانك! فَبَلى»، وإذا قرأ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى[الأعلى:1] قال: «سبحان ربي الأعلى».

| حفظ | Download , استماع | Play |
 
من الآية ٣٤٠ إلى ٢٤٤ - تفسير سورة البقرة
من الآية ٢٣٨ إلى ٢٣٩ - تفسير سورة البقرة
من الآية ٢٣٥ إلى ٢٣٧ - تفسير سورة البقرة
من الآية ٢٣٣ إلى ٢٣٤ - تفسير سورة البقرة
المجلس 17 - أثر الاختلاف في القواعد الأصولية