صفحة جديدة 12
باب ما جاء في الاستسقاء
بالأنواء
وقول الله تعالى:
﴿وَتَجْعَلُونَ
رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾[الواقعة:82]
وعن أبي مالك الأشعري
رضي الله عنه
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
«أربع
في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب،
والاستسقاء بالنجوم، والنياحة».
وقال
صلى الله عليه وسلم:
«النائحة
إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب».
رواه مسلم.
ولهما عن زيد بن خالد رضي الله
عنه أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر
سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال:
«هل تدرون ماذا قال ربكم؟»
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي
مؤمن بي وكافر، فأما مَن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب،
وأما مَن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب».
ولهما من حديث ابن عباس
رضي الله عنهما معناه وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه
الآيات:
﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ
النُّجُومِ﴾[الواقعة:75]
إلى قوله:
﴿تُكَذِّبُونَ﴾[الواقعة:82]
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الواقعة.
الثانية: ذِكر الأربعية من أمر الجاهلية.
الثالثة: ذِكر الكفر في بعضها.
الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج عن الملة.
الخامسة: قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة.
السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع.
السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع.
الثامنة: التفطن لقوله: (لقد صدق نوء كذا وكذا).
التاسعة: إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها، لقوله: (أتدرون
ماذا قال ربكم؟).
العاشرة: وعيد النائحة.